مدير مدرسة الحلة يرمم مدرسته على حسابه الخاص

مبادرة تربوية رائدة
بغداد – حذام يوسف:
مدرسة الحلة الابتدائية المختلطة، من المدارس القليلة في بغداد، التي تتخذ منهاجاً مدنياً، وحضارياً للتربية والتعليم، ففي الوقت الذي يشتكي بعض أولياء الأمور من سوء الإدارة، وطرق التعليم في المدارس الحكومية، وحتى الاهلية.
تنفرد هذه المدرسة بطريقة للتعليم وأسلوب تربوي حضاري، يبني شخصية الطفل كإنسان، وتعليمه مبادئ التعامل مع الآخر، إضافة الى الالتزام بالمنهاج المقرر لهم، والفضل في هذا يعود الى مديرها الأستاذ حميد جحجيح، الذي أخذ عهدا على نفسه أن يبني مدرسته علميا وتربويا، بل لم يكتف بذلك، فقد اسهم ومن حسابه الخاص بالتعاون مع الملاك التدريسي بالمدرسة وبتشجيع منه، بترميم بناية المدرسة وتعمير الصفوف، وُرسم من قبل محترفين على جدران المدرسة الداخلية والخارجية، نماذج مصغرة لمجموعة من الاثار العراقية، مثل الملوية، وآثار بابل، مع لوحات فنية لمناظر طبيعية عن الاهوار، ومصايف العراق، ليخلق من المدرسة متحفا مصغرا، يمتع الناظر، ويوصل معلومة للطالب بطريقة ذكية ومؤثرة، ليكون جوا دراسيا، لا نقول مثاليا، لكنه في الأقل جو ملائم يشجع الطالب على التعلم من دون ملل، او ضجر من الدراسة.
مدير مدرسة “الحلة” ناشط مدني، شارك في أغلب تظاهرات ساحة التحرير، وكان مثالا للمتظاهر الهادئ، الذي يحترم القضية، ويحترم ساحة التحرير، وبعد التلكؤ الذي حصل مع الحراك المدني، أقسم بأن يكون نشاطه المدني داخل مدرسته وبين طلابه، فاخذ على عاتقه، العمل على خلق مدرسة جديدة بنظافتها، وحديقتها، التي اشرف بنحو مباشر على زراعتها، بالتعاون مع الملاك التدريسي، وأيضا بمشاركة أولياء الأمور، لتصبح مدرسة الحلة الابتدائية المختلطة، مدرسة انموذجية بنظافتها، وتنظيم ساحاتها، وحديقتها، وأصبح الطلاب يقبلون على الدوام في المدرسة بحيوية لا نشهدها في غيرها من المدارس، كيف لا وهو الذي يستقبل طلابه منذ ساعات الصباح الأولى، وقبل الجميع، بأغنية لفيروز، أو بالنشيد الوطني، أو أي انشودة حماسية للعراق، ويصافح الطلبة عند دخولهم واحدا واحدا، من دون ملل، بل بفرح وابتسامة عريضة، وكلمات ترحيب، واحتفاء بطلبته.
آخر الفعاليات التي قامت بها مدرسة الحلة الابتدائية المختلطة، هو مهرجانها الفني السنوي الأول الذي أقيم في بناية المدرسة، أمس الاول الثلاثاء 11/4/2017، ليكون مهرجانا احتفائيا بالملاك التدريسي، وبالطلاب، والذي تضمن عددا من الفعاليات الفنية والثقافية، منها عروض أزياء لكل المحافظات العراقية، الاحتفال بجهود عام دراسي من الأنشطة الفنية والاعمال اليدوية التي تدعم نشاط الطفل، وتؤكد على الجمال والحياة، عسى ان يكون خطوة لطريق السلام.
الفعاليات الفنية والثقافية في المهرجان تنوعت ما بين مشاهد مسرحية قام بتأليفها الملاك التدريسي في المدرسة، والذي يحث على التعلم واحترام الاخر، والاهتمام بالطفل، عبر مواقف إنسانية جسدها الطلبة مع المعلمين، كفريق متكامل للعمل، واقامت معرضاً فنياً لرسومات الأطفال، تنوعت مواضيعها ما بين الطبيعة العراقية، وتجسيد التراث البغدادي عبر لوحات قمة بالجمال، مع مجموعة من الاعمال اليدوية، التي قام بها طلاب المدرسة والمعلمون.
في ختام حفل المهرجان، وزع الملاك التدريسي شهادات التخرج لطلبة السادس الابتدائي، بزيهم الجميل، وقبعاتهم الاجمل، ليبدأوا مرحلة جديدة ومهمة، بانتقالهم الى مرحلة متقدمة من التعليم، نتمنى ان تكون أجمل، واكثر فائدة، وثقافة لكل الطلبة، شكرا للملاك التدريسي لمدرسة الحلة الابتدائية المختلطة، وشكر خاص للأستاذ حميد جحجيح مدير المدرسة، الذي اجتهد وعمل على ان تكون مدرسته، رافدا للعلم والتربية وتقبل الاخر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة