مع ارتفاع الاسعار باحياء أيمن المدينة بنحو غير مسبوق
نينوى ـ خدر خلات:
فيما بدأت الحركة التجارية تستعيد عافيتها في الجانب الايسر من مدينة الموصل، وبدأت الكثير من البضائع التي حاربها تنظيم داعش الارهابي، تغزو الاسواق مجدداً، ارتفعت اسعار المواد الاساسية في الاحياء غير المحررة بايمن المدينة بنحو غير مسبوق، الأمر الذي يفضح الفوارق الشاسعة بين أحوال الاهالي المحررين واقرانهم الذين ما زالوا يعانون الأمرين من سطوته ووحشيته.
يقول الناشط الحقوقي والمدني الموصلي لقمان عمر الطائي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “اغلب شوارع احياء الجانب الايسر في مدينة الموصل تشهد حركة شبه طبيعية بالرغم من سقوط قذائف هاون هنا او هناك في بعض الاحياء، لكن يبدو ان الامور تسير نحو استعادة الوجه المشرق للمدينة”.
واضاف “الازدحامات الخانقة في بعض الطرق الرئيسة، لها وجه آخر، وهو ان هناك زخماً في حركة المرور وان المواطنين باتوا يثقون بقدرات القوات الامنية وفي الوقت نفسه يؤمنون ان عصابات داعش الارهابية في طريقها للزوال، علماً ان سبب الزحام هو لقلة ملاكات رجال المرور اضافة الى الاضرار التي لحقت بتلك الشوارع بفعل مفخخات داعش وبسبب الضربات الجوية التي استهدفت مواقعه ومفخخاته في اثناء تحرير الجانب الايسر”.
واشار الطائي الى ان “الاسواق في الجانب الايسر باتت تعرض بضائع متنوعة، لعل من ابرزها تلك البضائع التي سعى تنظيم داعش لمحاربتها، مثل السكائر، الاراكيل والمعسلات، الالبسة الرياضية التي تحمل اسماء اندية وشركات اجنبية، فيما باتت محال الحلاقة تفتح ابوابها بلا رقيب او حسيب، في حين كان الحلاقون في عهد داعش يخشون حلاقة زبائنهم بطريقة تخالف تعليمات داعش تجنباً لأي عقوبة محتملة”.
وبخصوص المشروبات الروحية، افاد الطائي بالقول “على حد علمنا لا يوجد أي محل او مخزن يبيع المشروبات الروحية والكحولية بنحو علني لحد اليوم، لكننا لا نستبعد وجود متاجرة بهذه المشروبات في السرّ في ايسر الموصل”.
وتابع “صالات البليارد والالعاب الالكترونية بدأت تفتح ابوابها، والمقاهي كذلك، ويمكن ملاحظة دمى عرض الازياء في ابواب المتاجر، في حين كان داعش يحارب كل هذه المظاهر، وفي الوقت نفسه، نرى ان محال بيع الملابس الافغانية (القندهارية) وكل ما يتعلق بها من مكملات الشخصية الداعشية المسلحة بجرابات جلدية لحمل مخازن السلاح والاسلحة نفسها قد اختفت تماماً، فيما محال بيع الملابس العسكرية وبقية التجهيزات الخاصة بشتى صنوف القوات الامنية موجودة وتعمل بنحو طبيعي”.
وبحسب الطائي فان “محال بيع الطرشي الموصلي الشهير والكرزات التي تشتهر بها المدينة باتت تنتشر وتأخذ مكانها الطبيعي في اسواق الموصل، وبرغم ان الاسعار مشجعة جداً واسوة بأي مدينة عراقية، لكن تبقى القوة الشرائية للمواطنين دون المستوى المطلوب، وذلك بسبب عدم اطلاق الرواتب لجميع موظفي المدينة، حيث يتم اطلاق رواتب بعض الشرائح عقب عمليات التدقيق الامني الروتينية، ونحن نرى انه في حال اكمـال اطـلاق الرواتـب ستعود الحياة بنحو اسرع للمدينة”.
مبيناً انه “بموازاة ذلك فأن الملاكات ألفنية والخدمية تبذل جهوداً لمحو آثار الحرب في شوارع واحياء المدينة، لكنها تعاني من قلة في الآليات والمعدات الخاصة بذلك، مع الاشارة لجهود المئات من الشباب الموصلي الذين قاموا بحملات تطوعية لرفع الانقاض وتنظيف بعض المباني وصبغ الارصفة وغير ذلك من الاعمال التي تؤكد ان الموصل قد تمرض لكنها لن تموت”.
اسعار غير مسبوقة
في الجانب الايمن
وفي حين يستعيد سكان الجانب الايسر المحرر حياتهم بنحو تدريجي، ما زال اقرانهم في الجانب الايمن يعانون سوء الاوضاع المعاشية والامنية، وبالرغم من ان الخطر الاكبر يتمثل بالمخاطر اليومية جراء الاشتباكات والقصف المتبادل، الا ان خطر الموت جوعاً يهدد الكثير من العائلات التي ما زالت تحت حكم داعش وقراراته الهستيرية.
فيما ارتفعت اسعار المواد الغذائية بنحو غير مسبوق، وتشح يوماً بعد يوم آخر، علماً انه لا يوجد محل تجاري يبيع المواد الغذائية بنحو علني، بل ان عمليات البيع والشراء تتم بين الاهالي وبين صغار التجار الذين خزنوا هذه البضائع قبل حملة تحرير ايمن المدينة.
وبحسب ناشطين موصليين فأن سعر علبة معجون طماطم 25 ألف دينار، بطل زيت طعام 25 ألف دينار، 1 كلغم سكر 40 ألف دينار، 1كلغم رز من النوع الرديء 10 آلاف دينار، كيس طحين محلي 120 ألف دينار.