عدت صباح الخميس الى بغداد من كربلاء بعد ان حللت ضيفا على مهرجان النهج السينمائي الدولي في دورته الثالثة، والذي استمر لاسبوع تطرزت ايامه بمشاركة عشرات الافلام من شتى دول العالم، والمهرجان يتم تنظيمه سنويا برعاية العتبة الحسينية وقناة كربلاء.
بصراحة وبسبب انشغالاتي وضيق الوقت لم اتمكن من حضور افتتاح المهرجان وذهبت في آخر يومين لهذا الكرنفال الفني السينمائي الواعد لاجد مايسرني من حيث حفاوة الاستقبال ونوعية الحضور وحسن التنظيم وكم الافلام المشاركة.
الجميع يستيقظ في الصباح، ويتم نقلهم بالباصات الى مدينة الزائرين حيث مقر المهرجان على يمين مدخل المدينة المبهرة قاعة فخمة طابقها العلوي مطعم للضيوف استوعب المئات منهم، وطابقها الارضي اعد بشكل مناسب كقاعة عرض سينمائي اكتظت بالحضور بنحو ملفت.
وفي المساء تقام ندوات نقدية تناقش ماتم عرضه من شتى الجوانب بمشاركة اكاديميين مرموقين وخبراء عراقيين وعرب واجانب، وعدد من النقاد والمهتمين بالفن السينمائي العراقي، ونجوم السينما العراقيين والعرب والايرانيين ويتم ذلك بمتابعة مستمرة من المسؤولين عن المهرجان السادة حيدر جلو خان، وحسنين الهاني.
وكان للشباب الحصة الاكبر في انتاج الافلام القصيرة التي اشرفت عليها قناة كربلاء وعالجت قضايا الساعة وفي مقدمتها قضية الارهاب والقضايا الانسانية المعاصرة.
حضرت كلية الفنون الجميلة متمثلة باساتذتها المعروفين مثل الدكتور صباح الموسوي والدكتور صالح الصحن، وغابت دائرة السينما والمسرح برغم حضور عدد من المخرجين المبدعين المنتسبين لها ومنهم الزميل سعد نعمة، كما حضرت عشرات الوجوه الفنية المهمة في هذا المجال مثل الكاتب والناقد صباح رحيمة والناقد مهدي عباس والاديب حميد المختار، والدكتور حسن السلمان ومن شبكة الاعلام العراقي حضرنا انا وزميلي المخرج والاعلامي حسن قاسم الذي هو اصلا عضو لجنة فرز الافلام في المهرجان.
المهرجان اثبت انه من الممكن صناعة سينما عراقية ملتزمة مؤثرة باستعمال الادوات الممكنة، ولكن في الوقت نفسه كشف الحاجة الى بنى تحتية فكرية تنتج اسلوبا عراقيا في صناعة السيناريو وبلورة الفكرة ورسم المكونات، والى من يضع الحدود الفاصلة بين لغة الصورة السينمائية وبين التمثيل المسرحي الذي غلب على اداء الممثل العراقي لعقود طويلة، وكذلك فمازال الكثير من المخرجين بحاجة لفك الاشتباك بين لغة الصورة وبين الاذاعة المرئية.
عباس عبود سالم
النهج سينمائيا
التعليقات مغلقة