العبادي يقدّم مقترحاً جديداً لتدارك أزمة علم كركوك يحظى بتأييد الوفد الكردي

الأحزاب والقوى العراقية رفضت مسألة الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

عاد الوفد الكردي المفاوض الذي زار بغداد خلال الايام الماضية خالي الوفاض، بعد أن أخفق في اقناع القوى والاطراف السياسية بحق الكرد في اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن، وهو ما جوبه وفقاً لعضو في الوفد التفاوضي بمعارضة واسعة من قبل الاطراف السياسية العراقية.
رئيس ديوان رئاسة الاقليم عضو الوفد الكردي المفاوض الدكتور فؤاد حسين قال في تصريح فور عودته من بغداد، ان الوفد التقى كثيراً من المسؤولين وكانت الاراء مختلفة ونوقشت خلال اللقاءات الى جانب معالجة ازمة علم كركوك مسألة الاستفتاء، وتابع «الا ان الاولوية كانت لمسألة العلم في كركوك الذي ولد ازمة جديدة بين اربيل وبغداد، مؤكداً ان قرار البرلمان العراقي بأنزال علم كردستان خاطئ يجب ان يعاد النظر به.
حسين اضاف ان رئيس الوزراء قدم طرحاً عملياً لمعالجة ازمة كركوك يجب دراسته ومناقشته بين الاتحاد والديمقراطي وبقية الاطرف السياسية في الاقليم، ومن ثم الرد عليه، واضاف ان القرارات التي اتخذها مجلس محافظة كركوك بغياب المكونان العربي والتركماني كانت مثار انتقادات واسعة في بغداد التي انتقدت تفرد مجلس محافظة كركوك باصدار عدداً من القرارات من دون مراعات مبدأ التوافق الذي يؤكد عليه الكرد في بغداد بينما لا يلتزمون به في كركوك وفقاً للمسؤولين في بغداد.
حسين اكد ان الاقليم يدعم قرار مجلس محافظة كركوك لاجراء الاستفتاء في كركوك، وهو جزء من تنفيذ المادة 140 الخاصة بتطبيع الاوضاع في المدينة ، الذي من شأن تطبيقه اعادة الثقة بين مكونات المحافظة.
وكان الوفد الكردي قد وصل العاصمة بغداد يوم الاربعاء المنصرم للتباحث مع المسؤولين والطيف السياسي بخصوص نزع فتيل الازمة التي ولدها رفع علم الاقليم فوق المباني الحكومية بكركوك الى جانب العلم العراقي، فضلاً عن التباحث في مسألة الاستفتاء.
في غضون ذلك وبينما كشف عضو الوفد الكردي المفاوض سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني عن مقترح قدمه رئيس الوزراء حيدر العبادي لمعالجة ازمة علم كركوك والخلافات مع اقليم كردستان، رفض كتاب وصحفيون كرد تأسيس دولة تنتهك فيها حقوق الانسان وتنهب ثروات الشعب ينعم المسؤولون بخيراتها على حساب الشعب الجائع.
واضاف ميراني ان المسؤولين العراقيين عموماً غير راضين عن طرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن، مضيفاً «لكننا قلنا لهم ان الاستفتاء مقدمة للاستقلال وليس شرطاً أن ينفذ مباشرة مضيفاً انه طموح شعب كردستان ورغبته».
بدوره دعا رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني، الى إن يحدد سكان المناطق التي تُحرر من تنظيم داعش مصيرهم ومستقبل مناطقهم.
واضاف خلال لقائه اول أمس الخميس في بلدة «بيرمام» وفداً من رؤساء الطوائف المسيحية في العراق وإقليم كردستان الخميس، أن إقليم كردستان لم يشهد يوماً نزوحاً للمسيحيين عن وطنهم، ومنذ بداية الحرب على داعش شعارنا هو: إما أن نعيش معاً بحرية أو نموت بكرامة». كما أكد رئيس إقليم كردستان على أنه يجب أن يحدد أبناء المناطق المحررة مصيرهم ومستقبل مناطقهم، وأن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم وإدارة شؤونهم.
في غضون ذلك لاقى تأييد رئيس حكومة الإقليم نيجرفان بارزاني موقف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن كركوك ليست مدينة كردية استياءاً واسعاً من قبل الاوساط الشعبية وبعض القوى والاحزاب السياسية في الاقليم، التي عبرت عن استغرابها وتساءلت عن السبب وراء شدة حكومة الاقليم مع المركز وليونتها مع انقرة وتماهيها مع تركيا في السياسية والتوجهات.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد اعلن في معرض رده على سؤال حول موقف حكومته من التدخلات المستمرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وتصريحاته الاخيرة حول كركوك، انه يحترم ويؤيد تصريحات اردوغان التي قال فيها «كركوك مدينة تركمانية يعيش فيها العرب والكرد ايضاً، واشار بارزاني الى أن كركوك ليست مدينة كردية فقط، وإنما هي لجميع مكوناتها من الكرد والعرب والتركمان، وهم جميعاً من يقرر مصيرها، وأنها الآن ومن قبل ومستقبلا، يجب أن تكون مدينة للتعايش السلمي لجميع المكونات التي تعيش فيها.
من جهته أعلن عضو مجلس النواب عن حركة التغيير هوشيار عبد االله في بيان ان بارزاني يستعمل مسألة الاستفتاء كورقة سياسية ضد خصومه السياسيين في العراق واقليم كردستان، وانه اعتاد على خلق ازمة جديدة لتخطي الازمات التي يعاني منها.
واوضح عبد الله ان تبني بارزاني وحزبه مسالة الاستفتاء واجراءها خلال العام الحالي لا تهدف بالمحصلة الى تأسيس دولة كردية، بقدر ما هي ستكون ورقة ضغط بالضد من الحكومة العراقية ما بعد الانتهاء من داعش، واردف «سيستخدم بارزاني نتيجة الاستفتاء كورقة تهديد يضعها امام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والقوى والاحزاب العراقية، ليعيد مجدداً بعد الانتخابات البرلمانية عام 2018 ثقل ومكانة حزبه على صعيد العراق وضمان دوره عقب اعادة توزيع الادوار بعد القضاء على داعش.
من جانبه عد الكاتب والصحفي جرجيس كوليزادة أزمة رفع علم اقليم كردستان في كركوك بالتصعيد الكردي غير العقلاني، اضافة الى ان الدعوة الى اجراء الاستفتاء العام على استقلال الاقليم لم يكن خيار الوقت مناسباً وكانت في غير محلها وزمنها لاسباب سياسية واقتصادية محضة.
بدوره تساءل الكاتب والصحفي شيزاد شيخاني في مقال كيف يمكن ان يطالب بتاسيس دولة يتجرأ رئيسها على غلق البرلمان وطرد رئيسه من العاصمة، ويضيف شيخاني «دولة يطرد فيها الوزراء لمجرد أنهم ينتمون الى حركة سياسية تعارض النهج الدكتاتوري للحكم»؟
دولة تتجاسر على قطع رواتب الموظفين الصغار والمتقاعدين وأبناء الشهداء لدفع ضريبة مغامرات وزير الموارد النفطية وخسارته لدعاوى قضائية من شركات النفط والتي ترتبت عنها ديون بمليارات الدولارات؟
– دولة يقتل فيها الصحفي لمجرد كتابة تقرير يكشف عن فساد مسؤول، أم الدولة التي يمنع فيها المعلمون من التظاهر للمطالبة بقوتهم؟
– دولة تتحالف مع ألد أعداء الشعب الكردي وتضع كل مقدراتها الإقتصادية بيد تركيا لا لشيء سوى لتكون ظهيراً لها في مواجهة الأحزاب السياسية المعارضة للنهج الديكتاتوري؟
لو كانت هذه هي الدولة التي قدم جيلي من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء، وقدم شعبي من أجلها مئات الألوف من الضحايا وأرتكبت بحقه أبشع جرائم الإبادة البشرية في حلبجة والأنفال، فبؤساً لهذه الدولة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة