ردود الفعل الدولية بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات « بين الترحيب والتنديد»
متابعة الصباح الجديد:
أعلنت الولايات المتحدة أنها أطلقت صواريخ كروز على قاعدة جوية قرب مدينة حمص السورية ردا على هجوم يعتقد أنه كيماوي استهدف بلدة خاضعة للمعارضة في محافظة إدلب، وفيما أدان فيه عدد من الدول الضربة الجوية الأميركية التي استهدفت مطارا عسكريا في سوريا، عبرت دول أخرى عن ترحيبها بهذه الضربة ودعمها لها.
وبحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإن سفينتين في البحر المتوسط أطلقت 59 صاروخا من طراز توماهوك .
وأكد الرئيس دونالد ترامب أنه أمر بشن ضربة عسكرية على قاعدة الشعيرات التي انطلق منها هجوم على بلدة خان شيخون أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
لكن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن الهجوم الأميركي عدوان على سيادة سوريا وانتهاك لقواعد القانون الدولي.
وأضاف بيان صادر عن الكرملين أن السوريين لا يمتلكون أسلحة كيماوية، وأن الرئيس بوتين يرى الهجوم محاولة لصرف العالم عن مقتل المدنيين في العراق.
وحذرت موسكو من أن الهجوم يضر بشكل بالغ بالعلاقات الروسية الأميركية.
وقال محافظ حمص طلال البرازي إن الإجراء الأميركي يخدم أهداف تنظيم داعش ومجموعات مسلحة إرهابية أخرى. وأضاف أن الهجوم أسفر عن خمسة قتلى وسبعة جرحى.
ويقول مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن تنظيم داعش نفذ هجوما على منطقة الفرقلس قرب مطار الشعيرات في الريف الشرقي لحمص. ويعتقد أن التنظيم استغل الهجوم الصاروخي الأميركي على المطار للتوسع في المنطقة.
وتقول الولايات المتحدة إن طائرات سورية انطلقت من قاعدة الشعيرات الثلاثاء الماضي، ونفذت هجوما كيماويا على خان شيخون.
وقال ترامب إن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم غاز أعصاب لقتل الكثير من الأشخاص.
وشدد ترامب على أنه من مصلحة الأمن القومي الأميركي منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية، داعيا الدول المتحضرة إلى العمل على إنهاء نزيف الدماء في سوريا.
ووصف ترامب الأسد بأنه «ديكتاتور استخدم أسلحة كيماوية مروعة ضد مدنيين أبرياء».
واعتبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الهجوم الصاروخي بأنه رد مناسب يظهر أن ترامب جاهز لاتخاذ إجراء حاسم للرد على أفعال شنيعة.
واتهم تيلرسون روسيا بالتواطؤ أو عدم الكفاءة لأنها لم تؤمن الأسلحة الكيماوية لدى حلفاءها في سوريا.
وأكد البنتاغون أنه لم يسع للحصول على موافقة مسبقة من موسكو، لكنه حذرها قبل تنفيذ الهجوم.
وأوضح أن الهجوم الصاروخي يهدف إلى منع الحكومة السورية من شن هجوم كيماوي آخر.
ونفت الحكومة السورية أن تكون قد نفذت هجوما كيماويا. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس الاول الخميس «أؤكد أن الجيش العربي السوري لم ولن وسوف لن يستخدم مثل هذا السلاح» في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.
وتشن الولايات المتحدة غارات ضد تنظيم داعش في سوريا منذ 2014، لكن هذه المرة الأولى التي تستهدف القوات الحكومية.
هذا وكانت ايران اول المنددين ، اليوم الجمعة، بالقصف الأميركي الذي استهدف مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص السورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريح صحفي: «إن إيران تدين الهجمة العسكرية الأميركية على مطار الشعيرات من قبل البوارج العسكرية الأميركية».
وتابع «نعتقد أن هذه الهجمة تمت في وقت يقف فيه المنفذون والمستفيدون من ضرب خان شيخون وراء الستارة، ما سيؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سوريا أكثر».
وأضاف قاسمي «إيران أكثر الدول المتضررة من السلاح الكيميائي وتعارض أي استخدام لهذا السلاح، لكن استخدام ما جرى كذريعة لتحرك أحادي الجانب هو أمر خطير ومنافي للقوانين الدولية».
فيما ساندت اسرائيل والسعودية تلك الضربات حيث عبر رئيس الوزراء بنيامين نتياهو، امس الجمعة، عن مساندته للضربة الجوية الأميركية التي استهدفت مطارا عسكريا سوريا في حمص، معتبر أنها رسالة قوية وواضحة.
وقال نتتنياهو إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعث بالأقوال والأفعال رسالة قوية وواضحة مفادها أن «استخدام الأسلحة الكيمائية ونشرها لا يطاقان». وأكد نتنياهو أن «إسرائيل تدعم دعما كاملا قرار الرئيس الأميركي»، معربا عن أمله في أن «تتردد أصداء هذه الرسالة الحازمة إزاء الأفعال الفظيعة التي يرتكبها نظام الأسد تتردد ليس فقط في دمشق بل في طهران وبيونغ يانغ وأماكن أخرى أيضا».
من جهتها أعلنت المملكة العربية السعودية، امس الجمعة، تأييدها الكامل للضربات العسكرية الأميركية على أهداف في سوريا.
وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن تأييد المملكة الكامل للعمليات «التي جاءت ردا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية ضد المدنيين الأبرياء، وأودت بحياة العشرات منهم، بينهم أطفال ونساء»، بحسب وكالة الأنباء السعودية.