أسماك «الصبور» المهاجرة تنشّط الصيد البحري في المياه العراقية

وفّرت العمل لمئات العاطلين البصريين
البصرة ـ الصباح الجديد:

أعلنت جمعية للصيادين في قضاء الفاو الساحلي بأن أسماك الصبور المهاجرة بدأت منذ أيام بالوصول الى المياه العراقية، وأن اقبال الناس على تناولها أوجد فرص عمل لمئات العاطلين الذين ينتظرون موسم صيد الصبور بفارغ الصبر.
وقال رئيس جمعية الصيادين في قضاء الفا بدران عيسى في تصريحات صحفية إن «أسماك الصبور المهاجرة بدأت منذ أيام قليلة بالدخول الى المياه العراقية قادمة من شبه القارة الهندية»، مبيناً أن «الموسم الجديد يبشر بخير، وبدايته أفضل من التوقعات، وذلك في ضوء ما يحققه الصيادون من صيد وفير».
ولفت عيسى الى أن «التحديات والمشكلات التي يتعرض لها الصيادون خلال ابحارهم دفعت بالكثير منهم الى عدم ارتياد البحر وشط العرب إلا في موسم صيد الصبور، وبعد انتهاء الموسم ينصرفون الى أعمال أخرى».
من جانبه قال قائممقام قضاء الفاو وليد الشريفي ، إن «معظم العاطلين عن العمل من أبناء الفاو ينتظرون موسم صيد الصبور بفارغ الصبر، ومواسم الصيد ليست كلها جيدة، إذ أحيانا لا تأتي الكثير من الأسماك»، عادا أن «زوارق وسفن الصيد يتركز وجودها في شط العرب على الرغم من أن الصيد يكون أفضل في خور عبد الله، لكن معظم الصيادين ينأون عن التواجد في الخور حتى لا يتعرضوا الى مضايقات وتجاوزات من قبل الدوريات الكويتية بسبب الاتفاقيات المتعلقة بالحدود البحرية بين العراق والكويت».
يذكر أن سمك الصبور يضم خمسة أنواع تبدو متشابهة من حيث اللون والشكل، لكنها تختلف في مناطق تواجدها، والصبور الشائع في العراق والذي ورد ذكره في كتاب (الحيوان) للجاحظ يسمى علمياً (Hilsa shad T. ilisha)، وهو أحد أنواع الأسماك البحرية المهاجرة، حيث تصل أمهات هذا النوع من الأسماك مع بداية كل فصل صيف الى مياه الخليج العربي، ومنها المياه الاقليمية العراقية وصولاً الى شط العرب آتية من شبه القارة الهندية، حيث تتكاثر في المنطقة خلال بضعة أسابيع، ومن ثم تعود مع صغارها الى موطنها الأصلي، ويعول معظم الصياديين العراقيين في كسب رزقهم على اصطياد تلك الأسماك بالدرجة الأولى.
ويلقى الصبور رواجاً كبيراً من قبل البصريين كما هو الحال في بعض دول الخليج، بينما لا يفضله معظم العراقيين في المحافظات الأخرى، ويخضع أكله لتقاليد محلية متوارثة، منها انه يشوى ولا يطهى، وبعض البصريين يأكلونه فقط في يوم الجمعة من دون سواه من أيام الاسبوع، بينما الكثير منهم يعتقدون أن تناول الصبور يؤدي الى الشعور بالعطش وحالة من الكسل والخمول، ولهذا يكون الشاي حاضراً بعد كل مائدة يحل فيها الصبور، ولأنه يحظى بإقبال واسع برغم كثرة عظامه وما تسببه من إزعاج خلال الأكل فقد ظهر قديماً المثل الذي لم يزل متداولاً محلياً (الصبور مأكول مذموم .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة