أصبحت النحافة هوساً يقلق الكثير من أفراد المجتمع وخاصةً النساء، وقد يدفع هذا الهوس كثيراً منهم للجوء الى وسائل متعددة للوصول الى قوام رشيق، ومن هذه الوسائل لجوء البعض إلى استعمال الخلطات أو الوصفات المختلفة.
فما أن تتصفح المواقع الالكترونية وباختلاف أنواعها وبمجرد ذكر كلمة « تنحيف « حتى تنهال عليك ملايين الوصفات العشبية والطبية والمنزلية التي لا يعرف من مبتكرها سوى الله سبحانه وتعالى.
والغريب ان هناك تفاعلاً كبيراً مع أغلب هذه الوصفات وهذا يبدو واضحاً من خلال التعليقات التي تكون غالباً من النساء اللواتي يعانين من السمنة ويعجزن عن القيام بـ «الحمية « ويفضلن استعمال تلك الوصفات مع استمرارهن بنظامهن الغذائي الخطأ وبالتالي أصبحن أكثر بدانة وحزناً وهن يشاهدن المسلسلات التركية والهندية التي تضج بالجميلات والرشيقات , فضلاً عن ان اغلبهن يفكرن بنحو جدي بتغير حياتهن ليلًا وفي الصباح تعاود لمزاولة نشاطها اليومي في استنزاف المخزون الغذائي المنزلي , وما بين الواقع المرير واحلام اليقظة تظل خطوات هؤلاء النسوة محصورة في اتباع آخر الوصفات المتعلقة بالتخسيس ,ومآبين وصفة الليمون والباذنجان والقرفة والشاي الأخضر والتصفح في المواقع للبحث عن برنامج غذائي على الاغلب لا تتبعه تقضي ساعات يومها وفي النهاية تصرخ بانها أتبعت أغلب وصفات الرجيم الا انها لم تنزل ولو كيلو غرام واحد .
وبما ان مسألة الرشاقة والنحافة تحولت الى هوس عالمي وليس محلياً أصبحت تشكل مهمة ومادة دسمة لأغلب المدونين الذين بادر اغلبهم لأعداد برامج على قنوات اليوتيوب حول كيفية التنحيف والتخسيس معتمدين على نظرياتهم وتجارب شخصية خاضوها هم أو اشخاص يعرفونهم.
وبالنتيجة فان كل واحد منهم ينفذ وصفة ليس اعتماداً على نظرية طبية او لوجود اعراض جانبية وانما فقط لكونه أضاف مكوناً او أثنين على تلك الوصفة التي كما قلنا سلفاً لا يعرف من مبتكرها.
ويستمر مسلسل الوصفات والخلطات ويتسع انتشاراً والمستفيد الوحيد هو العطار، اذ لا دهون تذوب ولا قوام يظهر.
لتظل التراكمات والكتل الدهنية مصدراً والهاماً لكل من أراد ان يصنع وصفة ويظهر على اليوتيوب او حتى على الشاشات الفضائية.
زينب الحسني
وصفة تنحيف
التعليقات مغلقة