تحذيرات من أزمة جديدة في كردستان
السليمانية – عباس كاريزي:
حذرت لجنة الزراعة والمياه في برلمان كردستان من مخاطر كبيرة تحدق بالثروة المائية في الاقليم، جراء تقليل اطلاقات المياه وبناء سدود وتحويل مجرى الانهر والجداول من دول الجوار، اضافة الى عدم وجود استراتيجية واضحة لدى السلطات في كردستان لتأمين مياه الزراعة والشرب للمواطنين على المدى البعيد.
واكد عضو لجنة الزراعة والمياه في برلمان كردستان عبد الرحمن علي في بيان بمناسبة اليوم العالمي للمياه تلقت الصباح الجديد نسخة منه ان اقليم كردستان يهدر نحو ثلثي المياه التي تأتيه من الامطار والثلوج والانهر والجداول من دول الجوار.
وتابع ان اقليم كردستان يمتلك (45) مليار متر مكعب من المياه الجوفية والانهر والمسطحات المائية، وهو ما يفوق حاجته بأضعاف، وأردف الا انه ولحد الان لم تتمكن حكومة الاقليم من تأمين حاجة الاقليم من مياه السقي ومياه الشرب للمواطنين.
واكد علي ان الاقليم لا يعاني من نقص في موارده المائية وانما لديه مشكلة في ادارة هذه الموارد، واضاف ان هناك 17 سداً الان في الاقليم بعضها في مرحلة البناء واخرى لم تنفذ لحد الان، نتيجة للازمة المالية تتيح للاقليم خزن ما نسبته (10) مليارات متر مكعب من المياه، مبيناً ان استكمال بناء بقية السدود سيمكن الاقليم من خرن 11 مليار متر مكعب اخرى من المياه.
واكد علي ان المخاطر الحقيقة التي تهدد الاقليم تكمن في ان اغلب الانهار والجداول التي تصب في الاقليم تنبع من دول الجوار(تركيا وايران) اللتان لا تلتزمان بالاتفاقات المائية المشتركة مع الاقليم، وتعملان باستمرار على تجفيف مصادر المياه القادمة الى الاقليم.
واكد ان الحكومة التركية تعمل منذ سنوات على مشروع ضخم يسمى بمشروع (غاب) والذي يتكون من بناء قرابة 22 سداً 14 منها على نهر الفرات و8 ثمانية على نهر دجلة والتي سوف يكون لها تأثير كبير على تخفيض نسب المياه التي تدخل الى العراق واقليم كردستان.
وعن ايران يقول على انها عدا عن كونها انشأت العديد من السدود على الانهر والجداول االتي تدخل اقليم كردستان، فانها قامت ببناء انفاق ومشاريع اروائية ضخمة لتغيير مجرى نهر سيروان، الذي يأتي (70) منه من الاراضي الايرانية ويصب في بحيرة دربنديخان بمحافظة السليمانية.
وبينما دعا عضو لجنة الزراعة والمياه الى اقرار قانون في برلمان الاقليم للحفاظ على الثروة المائية ومنع الانفلات والاهدار والتشويه الحاصل في قطاع المياه بالاقليم، اوضح ان (٦٪) من المياه الجوفية المستخرجة تذهب هدراً، واردف قائلاَ «على سبيل المثال فان مدينة اربيل تحتاج الى 1500 بئر بينما تم حفر 11 الف بئر، اضافة الى ان تم خلال الاعوام الاربعة الاخيرة حفر 22 الفاً و 560 بئر بشكل غير قانوني من دون الحصول على الرخص المطلوبة لذلك من الوزارات المعنية.
وفي السياق ذاته تخشى السلطات في إقليم كردستان من ان يتسبب بناء سد في مدينة كرمانشاه الايرانية بجفاف قسم كبير من نهر سيروان الرافد الرئيس لبحيرة دربنديخان التي تزود محافظة السليمانية وادارة كرميان بالماء والطاقة الكهربائية.
وقال عضو لجنة البلديات في برلمان كردستان عمر عنايت في تصريح للصباح الجديد، ان بناء السلطات الايرانية للعديد من السدود والقنوات الاروائية قد يتسبب خلال الاعوام المقبلة بتجفيف مصادر مياه نهر سيروان بالكامل، واضاف ان انتهاء مشروع «سد داريان» في محافظة كرمانشاه الإيرانية، على الرغم من بعده عن الأراضي العراقية بـ (28 كم) إلا أنه سيتسبب بجفاف جزء كبير من أراضي اقليم كردستان الزراعية.
وتابع عمر عنايت ان الانتهاء من بناء السد نهاية عام 2018، سيتسبب في ازمة مياه كبيرة في محافظات حلبجة والسليمانية وسيتم فقدان (3200) هكتار من الأراضي الزراعية في حلبجة وسيد صادق ودربنديخان.
واشار الى ان مشروع مياه الشرب سيتضرر كثيراً وسيفقد سد دربنديخان قدرته على توليد الطاقة الكهرباء اذ ان 75% من مصدره يأتي من نهر سيروان، إضافة إلى تسببه في اضرار كبيرة لقطاع الزراعة وصيد الاسماك والمياه الجوفية والبيئة «كما سيكون له تأثير مباشر على السلم الاجتماعي بين المواطنين في إيران واقليم كردستان».
وظهرت بدايات الخطر خلال الفترة الماضية بوضوح عندما قامت إيران بتشغيل السد بنحو تجريبي ما أدى الى انخفاض كبير في مياه نهر سيروان.
ويتكون المشروع الإيراني من جزأين، الأول هو سد داريان لجمع مياه النهر، والثاني هو النفق المائي «نوسود» الذي بنته في منطقة هورامان في كردستان إيران وسيغير مجرى المياه ويتم الاستفادة منه لمشاريع الري وإنتاج الكهرباء حيث بإمكانه توليد 230 ميغاواط من الكهرباء.
وينبع نهر سيروان من جبل زاكروس في الأراضي الإيرانية ويبلغ طوله (445 كم) ويدخل أراضي الإقليم من محافظة حلبجة، ويصل الى السليمانية ثم إلى ديالى ويصب في نهر دجلة جنوب بغداد، وقد بني عليه خلال تلك المسافة سدان كبيران، الأول هو سد (دربنديخان) في محافظة السليمانية والثاني هو سد (حمرين) بمحافظة ديالى، ويعد النهر ,إضافة إلى كونه مصدراً مهماً لتأمين مياه الشرب والطاقة الكهربائية، شريان الحياة للمواطنين في تلك المناطق نظراً لاعتمادهم عليه بنحو اساسي في الزراعة ومشاريع الري والشرب وصيد الأسماك.