ارتدادات موجة ترامب الأخيرة في ظل تراجع الناتو

بعد اختياره لمواقف جديدة تجاه روسيا
ترجمة: سناء علي:

في تقرير نشر على التايمز البريطانية للجنرال « ريبين ستار « اشار فيه الى ان « سياسات ومواقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بخصوص بعض القضايا والملفات المهمة، ومنها موقف الرئيس الجديد إزاء روسيا وحلف شمال الأطلسي الـ (ناتو) ما تزال تثير قلق حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، التي ستعتمد مواقف جديدة ومختلفة قد تدخل أميركا بسحب بعض الأزمات والمشكلات .»
مضيفاً انه « وبعد الانتقادات المتكررة التي أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ، لحلف شمال الأطلسي قبل انتخابه وبعد والجدل الذي أثاره الأوروبيون، سعى اليوم ومن خلال بعض الرسائل لتخفيف قلق ومخاوف الحلفاء، حيث اشار ترامب أنه ما يزال حليفاً مؤيدًا لحلف شمال الأطلسي، لكنه بين إلا أن العديد من أعضاء التحالف «لا يدفعون الفواتير»، وقال «علينا أن نتجاهل الإطارات أصداء حروب الأمس، نقود معارك لم تعد تساعدنا، أنا أؤيد الناتو الأطلسي، ونحمي العديد من الدول في الحلف ودول غنية جدًا، ولكن العديد من البلدان في منظمة حلف شمال الأطلسي لا تدفع فواتيرها «.وتابع ترامب قائلا « لن نستمع مجدداً لأولئك الذين لا يمكن أن يحققوا شيئاً سوى الفشل، الظروف الجديدة تتطلب حلولا جديدة».
واشار ستار الى ان « ترامب وخلال حملته الانتخابية ومنذ أيامه الأولى في البيت الأبيض، قد أثار شكوكاً إزاء التزام واشنطن منذ نحو 70 عاماً بالحلف الذي قال إنه «عفا عليه الزمن» وبات عبئاً على دافع الضرائب الأميركي، ويرى بعض الخبراء ان ترامب سينجح في تحقيق الكثير من اهدافه وسيحصل على مايريد من تنازلات. وتأسس الحلف في عام 1949 بناء على معاهدة وقعت في واشنطن، ومقر الحلف في بروكسل عاصمة بلجيكا، وله لغتان رسميتان؛ الإنجليزية والفرنسية. ويهدف الحلف بحسب من أنشأه إلى حماية دول العالم عامة، والدول الأعضاء خاصة.»
واوضح ستار في تقريره ايضاً ان « كثفت الولايات المتحدة مطالباتها بأن تزيد ألمانيا ودول أوروبية أخرى من الإنفاق على الدفاع قائلة إن عدم وفائهم بالنسبة المستهدفة في حلف شمال الأطلسي للإنفاق العسكري تهدد بتقويض أساس الحلف. وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس «عندما يفشل حتى ولو حليف واحد في القيام بدوره فالأمر يقلل من قدرتنا جميعاً على مساعدة بعضنا بعضا.» وأعاد بنس التأكيد لحلفاء واشنطن على دعم بلاده الراسخ لحلف شمال الأطلسي.»
مبيناً ان « وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل قال إن ألمانيا تبقى ملتزمة بالوصول إلى نسبة اثنين بالمئة المستهدفة للإنفاق العسكري التي حددها الحلف لكن سيكون من الصعب زيادة ميزانية الدفاع بسرعة بمقدار 25 مليار يورو (26.5 مليار دولار) المطلوبة للوفاء بتلك النسبة. وتنفق ألمانيا حالياً 1.2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش. ودعا جابرييل إلى نهج أوسع لعلاج مخاطر أمنية مثل التغير المناخي وقال إنه يجب مراعاة أن بلاده تنفق ما بين 30 و 40 مليار يورو لدمج أكثر من مليون لاجئ الكثير منهم تشردوا نتيجة لتدخلات عسكرية فاشلة في السابق وتحميهم بذلك من التحول إلى متشددين.وشكك جابرييل في حكمة ربط الإنفاق العسكري لدول الحلف بنسبة محددة من الناتج المحلي الإجمالي مشيرًا إلى أن اليونان وفت بالهدف لكن لديها مشكلات في دفع رواتب التقاعد لمواطنيها. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو للمؤتمر إن من المهم التركيز على زيادة الإنفاق على العتاد المطلوب أكثر من رواتب التقاعد العسكرية. وقال «المسألة ليست تمويل حلف شمال الأطلسي ولا تغيير الميزانيات لكن كيف يمكن لأوروبا… أن تحسن من قدرتها على نشر القوات من دون تشكيل جيش أوروبي.»
واوضح ان « وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أبلغ دول حلف شمال الأطلسي أن عليها أن تحترم تعهدات الإنفاق العسكري لضمان ألا «تخفف» الولايات المتحدة دعمها للحلف. ووفقاً لتصريحات معدة قدمت للصحفيين قال الوزير الأميركي في أثناء اجتماع مغلق لوزراء دفاع الحلف «أميركا لا يمكنها أن تهتم أكثر منكم بأمن مستقبل أطفالكم.» وتمثل تعليقاته بعضاً من أقوى الانتقادات للحلفاء الذين فشلوا في تحقيق أهداف الإنفاق الدفاعي.ولم يصل ماتيس إلى حد إصدار إنذار صريح أو تحديد كيف قد تخفف الولايات المتحدة دعمها. وقال إن الولايات المتحدة تدعو الحلفاء الأوروبيين منذ سنوات إلى إنفاق 2 بالمئة من الناتج الاقتصادي على الدفاع. لكنه أضاف أن على الحلفاء تحقيق تقدم في 2017 وتبني خطة تتضمن مواعيد محددة لتحقيق أهداف الإنفاق الدفاعي.»
واوضح ايضاً ان « زعيم حزب المحافظين الوطني الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي طالب ب»ادخال» بلاده في النظام الاميركي للدفاع النووي، وكان كاتشينسكي اعرب في مقابلة سابقة مع صحيفة فرانكفورتر الغميني زيتونغ الألمانية عن آمله بأن تصبح أوروبا «قوة كبرى نووية». ويمكن وضع هذين التصريحين في اطار الشكوك التي تنتاب بولندا ازاء سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاطلسية.وتحمي المظلة النووية الأميركية حالياً الدول الأعضاء في الحلف الاطلسي (وبينها بولندا) بموجب المادة الخامسة من ميثاق الاطلسي، اضافة الى اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا. وفي مقابلته مع صحيفة غازيتا بولسكا المحافظة البولندية قال كاتشينسكي ان على وارسو ان «تعمل على ادخال بولندا في النظام الاميركي للدفاع النووي». ولم يكشف المسؤول البولندي ما يمكن ان يقدمه هذا الادخال الذي يطالب به اكثر من المظلة الاطلسية.»

* عن صحيفة الصن تايمز البريطانية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة