تنوع العطاء الإبداعي للدكتورة أميمة منير جادو في منجزها الأدبي بين التربوي والنقدي ..والسردي ؛ فالمؤلفات التربوية ، والمجموعات القصصية ،والروائية ،والنقدية تجاوزت ال 30 كتاباً بأجناس أدبيّة مختلفة، دلالة ثراء العطاء، وتجدده ،وتنوعه بميادين مُختلفة. وهناك تشابه وتشابك بالموضوعات السردية بين القصة والرواية الواقعية المُستلة من الواقع المصريّ والعربي ، وفي تعاطيها الشعري نجد الهواجس الشعريّة في دوواينها تؤكد اندكاك الهم العاطفي الذاتي بالاجتماعي وتتداخل الرؤى ،والأفكار ،تتجانس ..تختلف، لكن يجمعها ثيمات مشتركة حتى أن ثريا العناوين تتشابه إلى حد ما (اغتيال أستاذة – انتحار عاشقة- خنجر في البراءة) مضموناً وجوهراً لمعالجات الاستلاب الداخلي للمرأة ،والمظاهر الاجتماعية، والتربوية التي تعكس الحياة اليومية بمصر، والواقع العربي بالتعامل بين المرأة والمرأة ،والمرأة والرجل ،والطفولة ،والتعليم ،والعلاقات التربوية بين الأسرة التربوية من جهة والطلبة والطالبات من جهة ثانية ،المنغصات بالعمل التربوي ،بين المدرسات أنفسهن وتلك الحالة ربما توجد بالواقع بنسب متفاوتة بين عوالمنا التربوية في الاقطار العربية المختلفة ، بالرغم من( قدسية التعليم وأهميته بحياة الشعوب ،وصناعة العقول ،وإعداد الأجيال ..) جاء في الإهداء بمقدمة الرواية : مجتزأ (إلى :كل هؤلاء الذين أحببتهم وأخلصت لهم بكل براءة .. فاغتالوا محبتي ،واغتالوا براءتي ،وصدقي بكل فعل متقن . إلى كل لحظات عذاباتي معهم ..شكراً..
إلى كل لحظة اغتيال عشتها ..شكراً ……..) ورقة الإهداء الخاص يحمل مضموناً تربوياً ،وأخلاقياً ،وإنسانياً تجاه الثانوية التي درست بها ولتلاميذها( كلمن أحبني من تلاميذ وتلميذات المدرسة الثانوية المشتركة بمدرسة الشهيد الطيار محمد عزت ..، عكس المدخل الأول الذي يحيلنا إلى متن الرواية الضاج باستنكار العلاقات المُريبة بين الكادر التعليمي ، الرواية تغطس عميقاً بعمق العلاقات الإنسانية، نجد العلاقة المتفانية بين الأستاذة وطالباتها بحميمية عالية فيما الجفاء بين الكادر التربوي الذي يجب عليه أن يترفع ويكون بغاية المسؤولية لا ينشغل بالسفاسف ،والنفاق ،والانحراف تجد هناك كثير يتصرف بمكر أو بسلوكياته المنحرفة التي أشارت لها ضمن سردها لهذه الرواية بتفاصيل العلاقات بين المدرسات أنفسهن من شعور بعدم الألفة بينهن كما في ص 107 ):
كثيرون هم الذين اغتالوني على غفلة مني وفي غيبتي .. كثيرون هم الذين قابلوا الحب بالكره ، وردوا الحُسنى بالإساءة … كثيرون الذين أَولُّوا البراءة والحب والصدق والنقاء إلى معان بشعة لم يكن لها مجال في عالمي ،ولن يكون ولو بقدر ذرة في محيط أصالتي الذي جُبلت عليها…) محاولات الهمز واللمز والاستفزاز والتجسس والسخرية والانتقاص التي تصوره بسردها عن الإدارية (سُمية) وارتيابها من نفاقها والقدرة الفائقة على التلون أمينة المكتبة (بسمة ) بتلك الرواية التربوية .. تختتم الرواية بشعرية عالية.. ابحث عن قمر مختبئ خلف الغيوم..
أبحث عن اليقين..
أبحث عنك..
وعن هذه اللحظة المستحيلة …
عناق الشوق بالشوق
الحب بالحب
الصدق بالصدق ها أنذا طرقت بابك…
بعد كل هذا الطريق الطويل والليل والذكرى والكابوس وكل مواقف الاغتيال للحظة كثيفة عميقة قبل انهياري ..نجحت الدكتورة أميمة منير بوصفها للعلاقات الإنسانية بأهم مؤسسة اجتماعية تربوية وهي التعليم الذي يُعد الأساس بالحضارة .
صباح محسن كاظم
أميمة جادو في رواية «اغتيال أستاذة»
التعليقات مغلقة