العراق والسعودية يتفقان على فتح صفحة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتعاون الأمني

الرياض دعت إلى تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين
بغداد – وعد الشمري:
اتفق العراق والمملكة العربية السعودية على فتح صفحة جديدة من التواصل، وفيما دعت الرياض إلى تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين، خاضت المباحثات ايضاً في مجالات النفط والطاقة وإعادة اعمار المناطق المحرّرة اضافة إلى تفعيل الجهد الاستخباري لمواجهة تنظيم داعش الارهابي.
وبدأ وفد من وزارة الخارجية أمس الاول زيارة إلى السعودية بحث خلالها قضايا سياسية واقتصادية عدة تهم الجانبين.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد جمال في بيان صحافي تابعته “الصباح الجديد”، إن “اجتماعات الوفد في الرياض مع الخارجية السعودية قد اتسمت بالجديّة والبحث المعمّق في عدد من القضايا المهمة التي ركزت على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين والمبنية على الثقة المتبادلة”.
واضاف جمال ان الرياض “اقترحت تشكيل (المجلس التنسيقي العراقي السعودي)، اضافة الى بحث عدد من المواضيع المتعلقة باعادة فتح المنافذ الحدودية والنقل الجوي المباشر وتسهيل الاجراءات الخاصة بالحجاج والمعتمرين العراقيين، وكذلك الزوار السعوديين الى العتبات المقدسة في العراق”.
واوضح ان “المباحثات تناولت فتح آفاق التعاون في مجال النفط والتكرير والطاقة واعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش وتشجيع الاستثمار وعمل الشركات السعودية داخل العراق”.
ولفت جمال إلى أن “الجانبين تباحثا في ايجاد تنسيق امني في مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات مع التأكيد على التعاون بين البلدين داخل جميع المنظمات الدولية والاقليمية وضرورة ايقاف التصريحات الرسمية ذات الطابع التحريضي والعمل على تحقيق زيارات متبادلة عالية المستوى”.
واشار المتحدث الرسمي الى أن “الاجتماعات تطرقت ايضًا الى عدد من القضايا السياسية الخاصة ببعض دول المنطقة وموقف العراق والسعودية منها”.
من جانبها ذكرت مقرر لجنة العلاقات الخارجية النيابية احلام الحسيني في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “تطوراً عزز العلاقات العراقية السعودية، وهذا ما لمسناه من خلال زيارة وزير خارجية المملكة عادل الجبير”.
وتابعت الحسيني أن “التواصل بين بغداد والرياض قد شهد انقطاعاً كبيراً دام قرابة 27 سنة”، مستدركة أن “الاوضاع الحالية تدلّ على اعادة العلاقة بما يخدم البلدين”.
واستطردت أن “بغداد تسعى إلى ادامة التواصل مع جميع دول المنطقة، وأن زيارة وفد بغداد إلى الرياض تأتي على هذا الصعيد”.
من جانبه، أفادت عضو اللجنة القانونية النيابية ارشد الصالحي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، بأن “الزيارات المتبادلة بين العراق والسعودية امر ضروري وينطوي على نقاط ايجابية عدة”.
لكن الصالحي يشترط أن “ترتبط تلك الزيارات باتفاقيات بين البلدين”، داعياً إلى “عدم اقتصار التواصل على الوفود التي تذهب إلى بغداد أو الرياض”.
ويجد أن “المنطقة بأسرها تحتاج إلى التقارب بين البلدين لاسيما وأن الشرق الاوسط يمر بمرحلة خطيرة”.
ولفت الصالحي إلى أن “المستهدف من الخروق الامنية ليس العراق فحسب، بل اطرافاً عديدة حيث امتد خطر داعش إلى سوريا وصولاً إلى ليبيا”.
يشار إلى العلاقات بين العراق والسعودية شهدت تراجعاً كبيراً منذ العام 1990، وازدادت الاوضاع تعقيداً بعد تغيير النظام السابق في 2003، حيث بلغت الاتهامات اشدها، لكن زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد مؤخراً اسهمت في ترطيب الاجواء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة