إنشاء آلية ثلاثية تحول دون وقوع صدامات بين جيوش العالم
موسكو ـ وكالات:
اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أن من الضروري تطوير وتعزيز قنوات الاتصال والعلاقات مع الجيش الروسي لمنع الصراعات في أوروبا وسوريا والمحيط الهادئ، وقالت إن هذا يجعل العالم أكثر أمنا.
وقالت دائرة الصحافة في وزارة الدفاع الأميركية، في تقرير، امس السبت: «هناك حاجة لقنوات اتصال بين القادة الروس ونظرائهم في الولايات المتحدة للمساعدة في الحد من خطر التصادم أو الحوادث المحتملة، خاصة في القواعد التي تعمل فيها القوات الأميركية بشكل مستمر على مقربة من مناطق انتشار القوات الروسية، على سبيل المثال، في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وبحر البلطيق وبحر الشمال، وفي أوروبا والمحيط الهادئ وسوريا» حسبما جاء في وثيقة البنتاغون.
وتحدث البنتاغون عن تقارير منتظمة صدرت، في السنوات الأخيرة، عن الجيشين الأميركي والروسي بشأن حوادث اقتراب خطرة بين الطائرات والسفن التابعة للبلدين، وتوقف عند الأخطار المحتملة من قبيل «السلوك غير المهني». وأشار إلى أن روسيا دعت مرارا للتفاوض حول هذه المسألة مع الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى، ولا سيما بشأن مسألة ترددات الإرسال، ولكن لم تبدأ هذه العملية بعد.
ونقل التقرير عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، تأييده تعزيز قنوات الاتصال مع الجيش الروسي، حيث قال: « في حال طرأت أي أزمة، أريد أن تكون قنوات الاتصال مفتوحة حتى نتمكن من التحدث والتباحث في الزمن الحقيقي حول ما يحدث في الواقع، ومحاولة حلها (الأزمة). حسنا أعتقد أننا جميعا نعرف من التاريخ أن الحسابات الخاطئة وسوء الفهم يمكن أن تقودنا في الاتجاه الخاطئ «.
ويشار إلى أن الجنرال دانفورد التقى، في وقت سابق من هذا الأسبوع، مع نظيريه الروسي والتركي، لبحث إنشاء آلية ثلاثية تحول دون وقوع صدامات بين وحدات من جيوش هذه البلدان المتواجدة بسوريا في الوقت الراهن.
ووفقا لرئيس هيئة الأركان المشتركة، فإن قناة الاتصال القائمة حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا لمنع الحوادث في سماء سوريا «ضعيفة نوعا ما»، على الرغم من أنها تستخدم بنجاح.
وأضاف دانفورد: «أعتقد أن منع الصراعات الممتدة، والتي تشمل التفاعل الموثوق بين ممثلي جيشينا مهم جدا لاستمرار العمليات الآمنة (لقوات الجيش)، ولقد نجحنا في تقليص خطر الحوادث في الأشهر الأخيرة» .
وفي الوقت نفسه، قال جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون، امس الاول الجمعة، للصحفيين، إن هناك تزايدا في استخدام قنوات الاتصال القائمة حاليا بين الجيشين الأميركي والروسي في سوريا، واستخدامها يتم ليس فقط للعمليات الجوية، ولكن أيضا خلال العمليات البرية.
وعلى الرغم من هذه التصريحات المتفائلة بتحسين وتطوير قنوات الاتصال بين وزارتي دفاع وجيشي البلدين، ما زالت تتصاعد في واشنطن أصوات نشاز مطالبة برفض التنسيق مع روسيا في سورية وعدم التعاون مع الجيش الروسي هناك.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن أن محاولات واشنطن إقامة حوار مع روسيا من منطلق القوة لن تنجح، مؤكدا في الوقت ذاته أن وزارته مستعدة لاستئناف التعاون مع البنتاغون.
جدير بالذكر أن البنتاغون رفض، في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، أي تعاون جدّي مع وزارة الدفاع الروسية إلا في أضيق الحدود، لدرجة أن وزيري دفاع البلدين لم يلتقيا ولا مرة، رغم تواجد وحدات من جيشي البلدين في الوقت نفسه، لكن في خنادق مختلفة على الأراضي السورية.
ويشار إلى أن التوقيع على مذكرة تفاهم لتجنب الحوداث والتصادم بين الجيشين، الأميركي والروسي، في سوريا تم في العام 2015، بعد وقت قصير من بدء القوات الفضائية- الجوية الروسية عملياتها العسكرية في سوريا ضد الجماعات الإرهابية هناك وخاصة تنظيم «داعش».