اذا كانت حالة ليستر تغيرت هذا الموسم وتنكرت بشاشته فعلى جمهوره المحب لاسواه، نعم قد تكدرت صفوة (الثعالب ) وأصابته لواعج همٍّ شتى وهواجس أفكار لاتخص غيره، وبالتأكيد هي من غيرت مظاهر مالكه التايلندي (فيتشاي سريفدانابرابا) نحو (خليله) السابق (كلاوديو رانييري) ليستاء ملك (الكينغ باور) من حالة الفريق ومدربه وأهمل ان يتحلى للإيطالي العجوز باللائق من مظاهر الحب والمودة وكأنه لم يعد يفهم شعور اطراف اللعبة في إنكلترا لتجول في ضميره تلك الفكرة الخطيرة (الأقالة) الجديرة بالتأمل والتدبر قبل ان ترى النور بعين تايلندية ضيقة وماهي الا انعكاس صورتها المخزية المكللة بالعار لنظرة فقدت ذلك العطف والتودد وتلك اللحظات اللينة الرقيقة دليل العشق وعنوان رباط ازلي بين ليستر ومدربه صاحب الانجاز التاريخي المنقطع النظير لتتحول الى قسوة عنيفة منكرة اشتدت على الجميع سواءاً داخل الجزر البريطانية او خارجها، ولست بصدد عرض ردود الأفعال حول هذه الإقالة المفاجئة.
انما شرف المهنة ديدني ومذهبي وهو مغزى مقالي ومرمى كلماتي فإنجاز (رانييري) مع ليستر لايستطيع (فيتشاي) وعائلته التايلندية ان يعرفوا لجته الجامحة وموجته الطامحة، عندما كانت كتائب موج الهبوط لدوري المظاليم الانكليزي تتقاذف ليستر ذات اليمين وذات الشمال اندفع (رانييري) يجالد الغمار بسواعد أفكاره التكتيكية المفتولة وهو يسمع صراخ جمهور (الكينغ باور): (أغثنا أيها الايطالي وإلا غرقنا) فما كان من (رانييري) إلا أسرع غياثا واختطف النادي الغريق من غاشيات اليم وأصبح الرجل بين ليلة وضحاها ملكاً متوجاً. والرئيس (فيتشاي) ماهو الا مخلوقاً ذليلاً حتم عليه ان ينحني إحتراماً لأدنى تسليمة من (رانييري)، وجاءت لحظة رد الجميل عندما انطفئ رونق الايطالي وغاض ضياؤه وبدأ يسمع أنينه الكروي سقاه التايلندي جرعة الإقالة المُرَّة.
لكنك يارانييري أيها الرجل المُقال القوي ستظل سَبَّاقاً الى ذرى السؤدد والعُلا في عالم كرة القدم وستحرز قصب السبق وحدك برغم أنف (فيتشاي سريفدانابرابا) مالك نادي ليستر سيتي، فتاريخ المدينة وثعالبها مرتبط بقيصرها الايطالي (كلاوديو رانييري).
* مدرب كروي وناقد رياضي
ميثم عادل