دي ميستورا يحمّل الأطراف السورية «مسؤولية تأريخية» في مفاوضات جنيف

محاولة لإيجاد حل لنزاع دام نحو ست سنوات
متابعة الصباح الجديد:

بدأت جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف امس الاول الخميس بجلسة افتتاحية شاركت فيها وفود المعارضة والحكومة في محاولة جديدة لايجاد حل لنزاع دام مستمر منذ نحو ست سنوات.
واعلن مبعوث الامم المتحدة ستافان دي ميستورا خلال الجلسة بدء الجولة الجديدة من المفاوضات، وقال «أتطلع الى المناقشات في الايام المقبلة».
واكد متوجها الى المشاركين «لديكم فرصة ومسؤولية تاريخية لوضع حد للنزاع الدامي». واضاف «تتحملون مسؤولية تاريخية بعدم الحكم على الاجيال القادمة من الاطفال السوريين بسنوات طويلة من النزاع الدامي والمرير».
ولم يحدد دي ميستورا آلية جلسات التفاوض التي سيتم اعتمادها وما اذا كانت ستكون مفاوضات مباشرة.
وجلس دي ميستورا وحوله ممثلون للدول الداعمة لسوريا في وسط القاعة، فيما جلس وفد الحكومة السورية الى الجانب الايمن وقبالته وفود المعارضة السورية المتمثلة اساسا بوفد الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي موسكو والقاهرة.
وحين انتهت الجلسة توجه دي ميستورا الى وفد المعارضة لالقاء التحية على اعضائه فيما خرج وفد الحكومة السورية برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري من القاعة.
واضاف دي ميستورا «لا اتوقع معجزات، (العملية) لن تكون سهلة، لكن علينا ان نبدأ ونستطيع ان نقوم بعمل جيد».
وتأتي الجولة الجديدة من المفاوضات وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية ابرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاشهر الأخيرة لا سيما في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا، الداعمة للمعارضة، وروسيا، أبرز داعمي النظام، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن.
وركزت المباحثات امس الجمعة على الآلية التي سيتم اتباعها خلال المفاوضات، خصوصا بعدما طلب وفد المعارضة الاساسي، الذي يضم ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المعارضة، خوض مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية.
وخلال لقاء مع الصحافيين بعد الجلسة الافتتاحية، قال رئيس الوفد المفاوض المعارض نصر الحريري ردا على سؤال لفرانس برس حول المفاوضات المباشرة «التي طرحت امس الجمعة كانت اولى الاسئلة المطروحة، هي طريقة الدخول في المفاوضات وتفاصيل جدول الاعمال حتى يكون لعملية التفاوض ماهية ووجود وحقيقة مقنعة، وان تكون مبنية على اجندات واضحة».
وبدأ البحث امس الجمعة في موضوع «الانتقال السياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية». واكد « ان هذا الموضوع الاساسي في تلك المباحثات ، لانه ان تم ستنتهي جميع المشاكل وان لم يتم ستبقى الامور على ما هي عليه».
واشار الى معوقات اهمها برأيه انه «لا يزال هناك طرف موجود في سوريا يراهن على الحل العسكري».
وخلال الجولات الثلاث السابقة من المحادثات التي عقدت في جنيف في شباط وآذار ونيسان 2016، لم ينجح وسيط الأمم المتحدة في جمع مندوبي المعارضة والحكومة حول طاولة واحدة.
ومنذ بدء مسار التفاوض، تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة ان مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. ويطالب النظام بالتركيز على القضاء على الارهاب في سوريا.
وسبق لدي ميستورا ان أعلن ان جولة المفاوضات الحالية ستركز على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.
ويشارك في جولة المفاوضات أيضا وفد من «منصة القاهرة»، التي تضم عددا من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي، كما من «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا ابرزهم نائب رئيس الوزراء الاسبق قدري جميل.
واعتبر المقدسي بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية امام الصحافيين ان «رمزية الجلسة تكمن في وجود جميع الأطياف سواء في الجانب المعارض أو وجود وفد السلطة».
وبعد لقاءاته ثنائية عقدها امس الاول الخميس مع الوفود، اجتمع دي ميستورا مع اهالي عائلات مفقودين او معتقلين في السجون السورية قدموا له مطالبهم بالافراج عن ابنائهم او نقلهم الى سجون مدنية بعيدا عن السجون العسكرية.
وامام مقر الامم المتحدة، نظمت تلك العائلات وقفة للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين. ووقفت ثلاث نساء يحملن صور ابنائهن المفقودين او المعتقلين في السجون السورية والى جانبهم ناشطون وناشطات حملوا صور آخرين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة