عن مهرجان القاهرة الأدبي

خضير فليح الزيدي

تحت بند ( المرأة .. حبر الكتابة وروحها ) وللفترة من 11 لغاية 16 شباط 2017 عُقد في القاهرة المهرجان الدولي الأدبي بنسخته الثالثة على التوالي، حيث يتم كل عام دعوة الادباء والباحثين اليه من كل أطراف العالم والتركيز على اديب عالمي أو أكثر كما حصل في الدورة الأولى ودعوة اورهان باموق وكذلك حصل في الدورة الثانية وتقلص الأمر في الدورة الثالثة والمهرجان جهد ونشاط مدعوم عالميا من المنظمات الإنسانية وبعض المصارف الالمانية .
ومن العراق تم دعوة الادباء الروائيين حميد الربيعي وخضير فليح الزيدي والناقد علي حسن الفواز للحديث عن شجون الرواية العراقية والشأن الثقافي المعاصر في العراق واشكالية التواصل مع العالم العربي.
هذا المهرجان يعتبر هو الصيغة الدولية لدعم التلاقح الأدبي العالمي حيث كان التركيز على محوره المخصص للمرأة وقد كان المحور فاعلا في حفل الافتتاح الذي عقد في «بيت السحيمي» وسط القاهرة وهو بيت تراثي تابع لمؤسسات الدولة الرسمية وتم الحديث المسهب عن تحولات الابداع النسوي بضيوفه من سوريا الروائية مها حسن والكاتبة منصورة عز الدين من مصر وإدارة اللقاء بجدارة الاديبة المصرية دينا قابيل، واللافت ان صيغة المهرجان قد حرصت على التخلص من كل اشكال الاحتفاء المبالغ فيها في التمظهرات التي عرفناها في العراق والدخول في خضم محور البحث مباشرة.
توالت على مدى الأيام اللاحقة عقد الجلسات في جامعة عين شمس وقاعات أخرى في كلية الألسن وفي «بيت السناري» إلى مركز «يونس امري» ومركز «دوم» في شارع عبدالخالق ثروت.
كانت كوادر الإدارة التنظيمية قليلة على عدد الأصابع تدعهم ثلة شباب متطوع، هذه القلة كانت فاعلة وقادرة على تفاصيل فن الإدارة الناجحة رغم تواضع شكل قاعات المهرجان . يعتبر هذا المهرجان من الفعاليات النخبوية الأدبية المتخصصة في شأن ادبي تخصصي ودقيق في محاوره المنتقاة بدراسة متأنية، لذلك جاء مستوى الحضور إلى الندوات قليلا نسبيا ويبدو أن هذا الامر طبيعيا حيث جاء موعد انعقاده مباشرة بعد معرض الكتاب الدولي في مصر، لكن هذا الحضور الرمزي كان فاعلا في التداخل وابداء الرأي الجريء في محور الندوة اليومية.
حلّ اليوم الخامس للمهرجان المخصص للعراق وقد عقدت ندوته بقاعة دوم في الطابق الخامس وقد كان الحضور كعادة الجلسات الأخرى قليلا لكنه تفاعل كثيرا وهو يكتشف آفاق جديدة في الثقافة العراقية والرواية العراقية الجديدة التي كانت غائبة عنه.
المهرجان الادبي بنسخته الثالثة تم تغطيته إعلاميا بشكل خجول ، كذلك لم يشارك به معظم نجوم مصر / الأدبية ، فثمة مشتركات سلبية مع بقية البلدان العربية في عادة التقاطعات والنفور أو التعالي من ادباء مصر رغم حضور نجم الرواية العربية الأستاذ إبراهيم عبدالمجيد كراعي له وحضوره لبعض جلساته.
كان التركيز واضحا على دول البلقان وبالأخص سلوفينيا بحيث تم دعوة كاتبات وشعراء تمّ ترجمة أعمالهم إلى العربية، لكنهم كانوا شبه مجهولين بالنسبة للمتابعين إلى الادب العالمي مما حصل شيء من التلاقح الفعال مع تلك البلدان المهتمة أصلا بالشأن العربي وتحولاته ما بعد الثورات والتغييرات السياسية.
أما الجهود المبذولة من إدارة المهرجان ورئيسه الأستاذ الناشر محمد البعلي ومساعدة الصحفي والروائي اللامع احمد شوقي علي والذي واصلا الليل بالنهار لإنجاح المهرجان ليصل إلى عتبة المهرجانات العالمية . كانت ثمرة الجهود واضحة وناجحة رغم شكل البساطة المتمظهرة في فضائه والعمق في متون محاوره.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة