لم يتوقف التاريخ العربي والجزائري بنحو خاص عند بطولة مليون شهيد واصرار امراة مجاهدة مثل جميلة بوحيرد ولن يتوقف عند سميرة مواقي المقاتلة العربية التي وقفت الى جانب الحشد الشعبي في معركة الكرامة والاباء والفداء قادمة من فضائية الشروق الجزائرية..لن يتوقف التاريخ العربي وفيه مواقي مثلما لم ولن تتوقف الشهادة بوجود رعيل من الحشد وكتائب من المقاتلين من اهل هذا البلد.
الرسالة النوعية التي تركتها لنا سميرة مواقي انها قاتلت من اجل الحق الوطني في العراق ونقلت الصورة والصوت الحشدي من جبهات القتال وهي تزف للشعب الجزائري وشعوب الامة صولات البطولة وجولات الكرامة والفداء العربي العراقي كله من جبهات القتال وتبرق للعالم كله ايضا رسالة الوطنية العراقية التي تحدت التامر الدولي وبعض العربي من خلال داعش لتقول لا للتامر على وحدة العراق ولا كبيرة لكل الذين يشتغلون على تشويه صورة الحشد الشعبي والدولة العراقية.
سميرة مواقي.. لن ينتهي زمن المقاومة العربية في جبال الاوراس وتاليا فوق مرتفعات مخمور ولن تنتهي حكاية الشعب الذي يقاتل الاحتلال والتكفير والتطرف مادامت السماوات والارض والمقاومة وهي ترسم خطا مستقيما يبدا من بيت مواقي في جبال الاوراس ولاينتهي عند الحدود العراقية السورية والسورية الفلسطينية.
انها حكاية المقاومة الواحدة المتفردة في النوع الماضية الى مساراتها في الذاكرة العربية وفي تاسيس عقل عربي جديد قاعدته المقاومة للتطرف الصهيوني مرورا بالتطرف الداعشي وربما نواجه تطرف ترامب والعصور الاميركية الجديدة التي لاعلاقة لها بالقيم الاميركية التي اعتدنا على رؤيتها من ابراهام لنكوان حتى اوباما.
نحن اليوم نعيش عصرين متلاحمين متكاملين..عصر المقاومة المتمثلة بالحشد الشعبي وعصر التالق العربي والانساني وانتصار القيم العربية والاسلامية ممثلا بصعود موجة جيل جميلة بوحيرد وان الشعوب العربية لازالت تنجب المقاومة والممانعة جيلا بعد جيل.
هذه هي الجيلية التي ترث الجيل الذي يليها وتشكل حياتها وعالمها والعالم الذي حولها من وحي هذا التعاطي الكبير بين جيلين ينتميان لحضارة واحدة وقيم مشتركة واسلام واحد منفتح على الناس بمقدار انفتاحه على الله.
هذه هي الجيلية التي نؤمن بها ولانؤمن بالاصوات السياسية التي بدات تنظر للجيلية الراهنة من موقع الازاحة حيث تشتغل على مايسمى بالازاحة الجيلية وهي تعني ان جيلا سياتي الى الادارة السياسية والقيادة والتصدي السياسي والاجتماعي من موقع ازاحتها للجيل الذي سبقها مع ان هذا الجيل « المتوفي» بقيم الجيل الحالي هو الذي شكل التاريخ السياسي الاول وخاض غمرات العمل العراقي المعارض وتحدى الدنيا من اجل الاسلام والعمل الوطني وحرية العراقيين وقاتل وقدم التضحيات الكبيرة واليوم يزاح كما تزاح احجار الشطرنج!.
سميرة مواقي .. في الوقت الذي ترقدين فيه باحدى المشافي العراقية بسبب اصابة في جبهة الحرب يرقد الكثيرون على اسرة البذخ والعافية والليالي الحمراء في لندن وباريس طلبا للراحة وانسجاما مع متطلبات المرحلة في التنظير للتاريخ العربي!.
اختي سميرة..جيل المليون شهيد لم ينته وجميلة بوحيرد لم تمت ولانامت اعين الجبناء.
*كاتب عراقي
عمار البغدادي