ضحايا التفجيرات والاعتداءات الارهابية في العراق توزعت اعدادهم في كل مدن العراق ولم تستثنِ منهم ديانة او مذهباً او قومية ولربما كان هذا الوطن متفردًا في سقوط هذا العدد من الضحايا وهناك اليوم الملايين من المعوقين والجرحى والشهداء الذين فقدوا اجزاء من اجسادهم او فقدوا ارواحهم بفعل هذه الاعتداءات وماعاد احد في العراق يملك ضماناً على حياته وهو يسير في احد شوارع بغداد برغم الانتشار الامني الواسع المتمثل بالاف العناصر الامنية الذين نشاهدهم في النقاط والسيطرات الامنية واعاد التفجيران الارهابيان في البياع ومدينة الصدر الذي راح ضحيتهما عشرات الشهداء اعاد الى الاذهان قضية الامن في بغداد وعموم العراق والفشل الامني الذريع في هذا الملف والثابت اليوم ان هذا الفشل وهذا الانهيار لايرتبط فقط بالمؤسسات الامنية المتمثلة بقيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية والدوائر المرتبطة بهما انما يرتبط بسياسة وخطط الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام السابق وحتى اليوم وان مراجعة سريعة في اوراق هذا الملف الخطير والمحزن في الوقت نفسه يكشف لنا مساحة الاهمال الكبير والاخطاء الفادحة التي تركها وراءهم شخوص وعناوين لم يفلحوا في ايجاد الحلول لاخطر تحد واجهه العراق ويواجهه الشعب العراقي في كل مفاصل الحياة اليومية برغم التخصيصات المالية الكبيرة التي رصدت لشراء الاجهزة والمعدات وبرغم السنوات الطويلة التي كان يمكن استثمارها في تطوير القدرات واكتساب الخبرات ومعالجة نقاط الضعف في كل مفاصل العمل الامني والاستخباري ..اليوم اصبحنا جميعاً نردد الاسئلة المهمة ..متى يتوقف هذا النزيف الدامي؟؟ ومتى تصحو ضمائر من سلمنا لهم رقابنا وارواحنا وممتلكاتنا واقسموا اليمين على المصحف الشريف من اجل بذل الغالي والنفيس في سبيل حمايتنا من المعتدين الاثمين ..؟؟؟ الا تكفي هذه الاعداد الكبيرة من فلذات اكبادنا واخواننا وامهاتنا وابائنا الذين اختطفتهم يد الغدر والعدوان ؟؟ واذا كان القادة الامنيون قد عجزوا عن الاجابة عن هذه الاسئلة عليهم ان يصارحوا شعبهم بذلك لا ان يتعمدوا اجترار التصريحات الجاهزة والمبررات التي اعتدنا سماعها مع كل فاجعة من دون أن نرى أي بارقة امل بتحقيق اي انجاز امني يطيح بمخططات الارهاب التي ينفذها وهو مستريح في كل الاماكن وفي كل الاوقات .
د.علي شمخي
فشل ذريع
التعليقات مغلقة