العراق ينتزع في ميونخ اعترافاً دولياً بنجاحه في محاربة الإرهاب بإجماع الدول المشاركة

ميونخ ـ مراسل “الصباح الجديد” جاسم محمد:
استمرت اعمال مؤتمر ميونخ للامن 2017 في المانيا يومها الثاني، أمس السبت 18 شباط والتي تستمر جلساته حتى اليوم 19 شباط. وشهد يوم أمس حضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى جانب المستشارة الالمانية ميركل ونائب الرئيس الاميركي “بنس” وعدد من الرؤساء، وحظيت زيارة العبادي باهتمام بالغ من قبل الاطراف المشاركة.
وتستضيف ميونخ، مؤتمر السياسة والأمن خلال المدة من 17 إلى 19 من شباط الجاري، بمشاركة 500 شخص بينهم زعماء دول وحكومات ووزراء خارجية ودفاع، وبحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ويشارك في المؤتمر سبعة واربعون وزير خارجية وثلاثون وزير دفاع وتسعون برلمانياً ويشارك ايضا رؤساء أوكرانيا وبولندا والأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومندوبة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فريديريكا موغيريني والأمين العام لحلف الناتو.
ووصل رئيس الحكومة العراقية ،السيد حيدر العبادي الى ميونخ يوم 17 شباط 2017 على رأس وفد ضم وزراء التخطيط، الدفاع، والامن الوطني وعدداً من المسؤولين الكبار. ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء على هامش المؤتمر رؤساء ومسؤولي عدد من الدول المشاركة، منها، نائب الرئيس الاميركي مايك بنس والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل و العبادي سيلتقي أمين عام حلف الناتو الى جانب عدد من الشخصيات الدولية والاممية التي تشارك في مؤتمر ميونخ.
اوساط سياسية رفيعة المستوى دولية والمانية اكدت على اهمية مشاركة العراق في مؤتمر ميونخ اضافة الى بقية الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، بسبب مايحتله العراق من اهمية اليوم في محاربة الارهاب، ومن بين الشخصيات السياسية تحدث “فولفغانغ إيشنغر” منظم وامين عام مؤتمر ميونخ، قائلا: “ان مشاركة العراق في مؤتمر ميونخ باتت ضرورية الى جانب مشاركته في المنتديات الدولية، وذلك من خلال دوره في محاربة الارهاب، ونحن نقف بجانبه”. واكد إيشنغر على موقع العراق في محاربة الارهاب الذي تمدد حدوده مع سوريا، حيث احد معاقل تنظيم داعش.” فدور العراق واهميته لاتنحصر داخلياً بل اقليمياً ودولياً.
وتضمنت كلمة السيد العبادي ايضاً شرح المنجز العراقي في مكافحة الإرهاب وحث الاطراف الدولية لتقديم الدعم الدولي للعراق عسكرياً واقتصادياً وإنسانياً.
واوضح العبادي موقف العراق واهمية التنسيق مع المجتمع الدولي في مجالات الدعم والاسناد في حربه ضد الارهاب والتطرف. فالعراق اليوم يحتاج الى هكذا مؤتمرات دعم، من اجل ان يطلع العالم على ما قدمه العراق من تضحيات كبيرة.
والى جانب ملف الارهاب ناقش المشاركون فى المؤتمر مستقبل العلاقات الاميركية الأوروبية، وحلف شمال الأطلسى، والاتحاد الأوروبى، فضلًا عن الأزمة الأوكرانية والعلاقات مع روسيا، إضافة إلى الملف الأبرز “الصراع فى سوريا، الذي اصبح يتصدر الاجتماعات الدولية، بينها اجتماع الناتو في بروكسل يوم 15 شباط واجتماع مجموعة العشرين في بون يوم 16 شباط2017.
ويتصدر ملف مكافحة الارهاب وبقوة مؤتمر ميونخ لهذا العام، وربما معركة الموصل وجهود العراق في مكافحة الارهاب ومحاربة تنظيم داعش، ومنح ثقة لدول التحالف. وفي ذات السياق، استطاع العراق كسب ثقة الاطراف الدولية والاممية في محاربة الارهاب، ليصبح نموذجا تستشهد به دول التحالف الدولي والناتو وكذلك دول الاتحاد الاوروبي.
اهم ماجاء في جلسة امس بكلمة المستشارة الالمانية ميركل، في ميونخ انها، اكدت خلالها على ضرورة ان تكون لدينا تحالفات مع دول عربية واسلامية لمحاربة الارهاب، واوضحت ضرورة التفريق مابين الاسلام ومابين “الافكار المنحرفة” الارهاب. فالعراق يفرض بنفسه ليكون جزء من التحالفات الدولية في محاربة الارهاب مع الحرص على سيادته.
وجاءت كلمة نائب الرئيس الاميركي “بنس” في المؤتمر لتؤكد على ضرورة التحالفات الدولية بين ضفتي الاطلسي وبضمنها التحالفات مع دول المنطقة لمحاربة الارهاب وطمأنة الدول الحليفة باستمرار الدعم الاميركي، برغم تصريحات ترامب التي كانت ربما تتعارض مع ذلك. الدبلوماسية الاميركية في ميونخ ربما نجحت بطمأنة حليفات واشنطن ابرزها دول الاتحاد الاوروبي.
وشارك الكونغرس الاميركي ايضا بوفد في هذا المؤتمر ربما اوسع من مشاركاته السابقة، وتأتي اهمية وفد الكونغرس الاميركي هذا العام بانه بزعامة عضو الكونغرس المخضرم والمثير للجدل جون مكين. بعض التحليلات ذهبت بعيداً حول تعليقات جون مكين، التي كشفت اضطراب الادارة الاميركية والبيت الابيض وعدم وضوح الموقف الاميركي، المراقبون عدوا زيارة البرلمان محاولة من اميركا لتفادي الاخطاء التي وقعت بها ادارة ترامب، البعض اعتبرها داعمة الى وفد الادارة والبعض الاخر عدها على العكس، لكن على أية حال كانت داعمة للدول الحليفة ومتزنة و واضحة.
وفي كلمة متلفزة الى وزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فان دير أمس 18 شباط حذرت وزيرة الدفاع الألمانية أو رسولا فون دير لاين من تحويل الحرب ضد تنظيم داعش إلى معركة ضد كل المسلمين. وقالت وفقاً لنص لخطابها “علينا أن نكون حذرين من تحويل هذه الحرب إلى جبهة ضد الإسلام والمسلمين بنحو عام”. واستشهدت بكلمتها، بان لدينا دولا صديقة اسلامية تقاتل ضد داعش وهو العراق. إن اطلاق هذا الوصف على العراق من مسؤول اوروبي يعد امرًا غير هين وشهادة على الدور الذي يقدمه العراق في محاربته الارهاب بالوكالة عن المجتمع الدولي، برغم النقص في الامكانات الاقتصادية والتجهيزات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة