رأي بريطاني: من المبكر الحديث عن عالم ما بعد داعش والتنظيم يلجأ للعالم الرقمي

متابعة ـ الصباح الجديد:
قالت دراسة لكلية كينجر في لندن إنه من السابق لأوانه الحديث عن عالم ما بعد تنظيم داعش، فتنظيم القاعدة الذي واجه القوات الأميركية والعراقية خلال حقبة الاحتلال الأميركي تطور ليظهر بنسخته الجديدة المسماة “داعش”، ومن ثم الوصول إلى مرحلة إعلان ما أسماها بـ”الخلافة الإسلامية” بعد سيطرته على أراضٍ واسعة في العراق وسوريا.
وتقول الدراسة التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست، إن التنظيم الذي يواجه اليوم تحالفاً دولياً كبيراً وتتقلص مساحات الأراضي التي كان يسيطر عليها، يسعى للاحتفاظ بوجوده على شبكة الإنترنت، وهو ما يؤكد من جديد أن الوقت ما زال مبكراً على الحديث عن عالم ما بعد تنظيم داعش.
وتخلص الدراسة إلى أن التنظيم يستعمل دعاية عميقة في العالم الرقمي، وهو ما يسهم ببقاء فكرة الخلافة مدة طويلة حتى بعد أن تتقلص سيطرة التنظيم.
وسائل الإعلام التابعة لتنظيم داعش بدأت فعلياً بإعادة توظيف خزين هائل من المقاطع المصورة والصور والرسائل ضمن رسائل دعائية جديدة للتنظيم، وذلك لإبقاء المشاعر المتعاطفة مع “داعش” متوقدة.
الخطة التي بدأ يلجأ إليها تنظيم داعش في مداعبة مشاعر المتعاطفين معه عبر مقاطع مصورة قديمة، تؤكد أن المساحات التي كان يسيطر عليها التنظيم تتقلص بسرعة كبيرة، وذلك يشير إلى اليأس الذي بدأ يدب داخل نفوس القائمين عليه.
وكان التنظيم قد بدأ يفقد السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق وسوريا بعد ضربات التحالف الدولي وتركيا وروسيا، كما شهد تدفق المقاتلين الأجانب إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، انخفاضاً غير مسبوق.
، فمن 2000 مقاتل كانوا يصلون شهرياً إلى أراضي التنظيم، إلى 50 مقاتلاً في الشهر، وفقاً للتقديرات الأخيرة.
الرسائل الإعلامية التي بدأ التنظيم يوجهها إلى أتباعه بدت وكأنها تعمل لتهيئتهم لتوقع الانهزام في المعركة، فأغلبها كان يظهر حجم الدمار والخسائر الكبيرة في المعارك التي يخوضها التنظيم، بعد أن كانت وسائل إعلام التنظيم تبث صور الانتصارات المظفرة.
وبرغم سعي التنظيم للبقاء في العالم الافتراضي، فإن التقديرات تؤكد أن جمهور التنظيم على الإنترنت بدأ يتراجع، وخاصة في تويتر والفيسبوك، التي بدأت بحملة لحظر كل المناصرين للتنظيم.
ألبرتو فرنانديز، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، والخبير في وسائل الإعلام، قال إن التنظيم يسعى للتمسك بنسخته التي ظهرت بعد عقد من الزمن، ولكن يبدو أنه يعيش حالة من الترقب والحذر.
الدراسة تخلص إلى أن التنظيم سيضع جهده من أجل إنتاج محتوى يعتمد بنحو أساس على انتصارات التنظيم السابقة ربما تمهيداً للظهور بنسخة أخرى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة