عراقيات في مخيم للنازحين يستعدن أنوثتهن وجمالهن

«شنور خزري» قررت تكريس وقتها للاهتمام بنساء المخيم
بغداد ـ وكالات :

تخصص مصففة الشعر الكردية شنور خزري يومين في الشهر للاهتمام بجمال نساء فقدن كل شيء، في مخيم للنازحين شرق الموصل «كي يستعدن ثقتهن بأنفسهن خصوصًا».
مقصات وفرش وشمع ازرق اللون يحمى في وعاء ,أدوات قليلة، إلا أن شنور تؤكد أنها قادرة «على اجتراح المعجزات من خلالها».
تملك الشابة الكردية الإيرانية في الأساس صالون تجميل في أربيل عاصمة كردستان العراق إلا أنها قررت تكريس بعضًا من وقتها لنساء هذا المخيم.
وقد وصلت 3600 امرأة إلى مخيم حسن شام قبل أسابيع أو أيام قليلة بعدما غادرن منازلهن في الموصل من دون أي شيء تقريباً عصابات الارهاب « داعش « , وقد ترددت النساء أولا في اللحاق بهذه المرأة التي لا يعرفنها إلا أن مجموعة تضم عشراً منهن اقتنعن في النهاية ورحن يترددن إلى «صالون» شنور المقام في غرفة صغيرة في المخيم.
وتقول شنور البالغة 31 عامًا «اقترح عليهن قصة شعر ونتف الحاجبين وإزالة شعر الوجه إلا أنهن لا يطلبن شيئاً محدداً، يرغبن فقط أن اهتم بهن».
تنظر ميرفت وهي ربة عائلة في الثلاثين من العمر، بإمعان إلى أصابع شنور وهي تدعك الشمع لتستعمله على وجه شابة متشنج.
وتقول «في الموصل قبل وصول عصابات الارهاب « داعش « كنت اعمل في صالون تجميل, ان رؤية هذا الأمر مجدداً يملاني تأثراً «.
وصلت ازهار (34 عاماً) إلى المخيم قبل يومين فقط بعدما جازفت بحياتها بعبورها نهر دجلة هرباً من إحياء الموصل الغربية التي ما يزال تنظيم داعش فيها .
وتروي بغضب رحلت الهرب من جرذان العصر داعش ,إلا أنها تستعيد بسمتها سريعًا وهي تنظر إلى المرآة مؤكدة «لم أكن أتصور أن قصة شعر ستمدني بهذه السعادة».
وسريعًا بات صالون التجميل يستقطب عشرات النساء, اذ تقول غادة (23 عاماً) وهي أم لطفلين « في المخيم لا اهتمام بالنساء. ثمة حلاقون للرجال وألعاب للأطفال لكن لا شيء لنا».وتقول صفاء الجالسة إلى جانبها بغضب «الشمس تحرق وجوهنا نحتاج إلى كريمات ومساحيق تنظيف وغيرها من الامور الضرورية التي تحتاجها النساء .
وتؤكد شنور «لا ضرر من سعي النساء إلى استعادة أنوثتهن خصوصاً في هذه الظروف البالغة الصعوبة فهذا جزء من الرفاه والكرامة».
غادة أتت فقط «للنظر» من دون أن تجرؤ على الجلوس على الكرسي.
وتقول «منذ وصولي إلى هنا (قبل ستة أسابيع) أعاني على الدوام من التوتر وتراودني كوابيس ونوبات حصر نفسي واشتبه في أن الجميع جواسيس لداعش».وتضيف همسا «أظن إني احتاج إلى الكلام مع أحدهم, مع طبيب نفسي».
وبعد سبع ساعات من العمل المتواصل، تتوقف شنور منهكة إلا أنها سعيدة.
وتقول «انظروا إلى وجوههن كيف أنها تحولت تمامًا! لقد وصلن حذرات ومنغلقات وخرجن من هنا مرتاحات وفخورات بأنهن كرسن وقتاً لأنفسهن».
إلى جانبها تقف ميرفت التي أزالت وشاحها الأزرق وبينت شعرها الأشقر الطويل، مشرقة , هي لم تسلم رأسها لشنور بل حملت المقص للمساعدة على قص شعور أطفال النساء الأخريات.
تشعر شنور أنها بذلك كسبت الرهان مزدوجاً وهي من الآن تتشوق لزيارتها المقبلة بعد أسبوعين من الآن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة