أعداد ـ زينة قاسم:
لا نبدو متأكدين من كل التفاصيل، التي يتضمنها سيل المعلومات بشأن عيد «الفالنتاين» التي يختلط فيها التاريخي العقائدي بالأسطوري الرمزي ,لكن مع ذلك هناك بعض مما يتفق عليه المؤرخون حتى وإن ظل حبيس قلة قليلة من الشغوفين بالقديس الراحل وذكرى الحب التي ارتبطت به منذ قرون سحيقة. وربما أبرز ما يخفى على العالم أنّ أصل صاحب فكرة العيد نفسه ينحدر من رقعة الدول العربية وتحديداً من شمال إفريقيا.
أن البابا الذي أعلن تاريخ الرابع عشر من كل شباط عيداً للحب فهو البابا جيلاصيوص الأول، ثالث أساقفة روما من أصل أمازيغي.
علماً أنّ بعضاً من البابوات والأساقفة والقديسين في تاريخ الكنيسة ينحدرون من المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر الآن , وهناك منهم من وصل مرتبة القديس وهو سانت أغسطين.ويشير أرشيف الكنيسة الكاثوليكية إلى أنّ جيلاصيوص الأول يعود أصله إلى مقاطعة أفريكا تونس حالياً التي اسمّاها العرب لاحقاً إفريقية.
ويجمع مستشرقون ومؤرخون على أنه من مواليد غرب تونس اليوم، وتحديداً في مدينة الكاف حالياً، التي أسسها الأمازيغ، والتي كانت تعيش ازدهاراً زمن كانت تتبع الإمبراطورية الرومانية، وتعرف بسيكا فينيريا نسبة لفينوس إلهة الحب والجمال.
وتعد قبيلة جلاص إحدى أكبر القبائل الأمازيغية، التي سكنت عدة أنحاء من ليبيا وتونس، كما تعرف بأنها إحدى أكبر القبائل حيث تعيش الآن وسط البلاد التونسية انطلاقاً من مدينة زغوان حتى معقلها الحالي محافظة القيروان التاريخية.
ويعتقد أنّ جيلاصيوص الأول هو من أخذ معه إلى روما طقس مهرجان الخصوبة المعروف باسم «لوبركاليا»، الذي يتم فيه التضحية بقربان يكون عادة عنزة يتم استعمال جلدها لضرب أجساد النساء بما يعزز قابلية حملهن في العام المقبل.
ويتضمن الطقس الأسطوري كتابة النساء أسماءهن، بحيث تجري عملية قرعة يتم فيها تحديد هوية من سيكون رفيقها خلال العام المقبل.
لكن هناك رواية أخرى تفيد بأنّ جيلاصيوص قرر أن يكون الاحتفال إحياء لذكرى القديس «فالنتاين» ، الذي تم إعدامه في يوم صادف الرابع عشر من فبراير/شباط , وهناك الكثير من التفاصيل حول «فالنتاين»، والتي يصل بعضها حد التضارب، وهو ما دفع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية إلى محو اسمه عام 1969 من التقويم الليتورجي المعتد من قبلها.
فكرة الاحتفال بـ«عيد الحب» أصلها عربي
التعليقات مغلقة