الطاقة النيابية تعترض على خصخصة الكهرباء وتطالب بإيقافها

توقعت فشل المشروع وخلافات بين المواطنين والمسؤولين عن جباية الاشتراكات
بغداد – وعد الشمري:
وجّهت لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب، أمس الثلاثاء، انتقادات لاذعة لمساعي الحكومة في تحويل الكهرباء الى القطاع الخاص، فيما حذرت من فشل المشروع، دعت إلى ايقافه فوراً، محذرة من خلافات قد تنشأ مستقبلاً بين المواطنين والجهات المسؤولة عن جباية مبالغ الاشتراكات الشهرية مع اقتراب فصل الصيف.
وقال عضو اللجنة، النائب زاهر العبادي في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “مشروع خصخصة الكهرباء سيكون مصيره الفشل، ولن يكتب له النجاح كونه غير ملائم ويصطدم بعقبات عدة”.
وتابع العبادي أن “محاولة وزارة الكهرباء ومساعيها أمام الرأي العام في تحويل ملف الطاقة الكهربائية الى القطاع الخاص يعدّ بمنزلة الهرب إلى الامام وتغطية على فشل سابق”.
وتوقع أن “يحصل تصادم بين الجهات المسؤولة عن جباية الاموال من جهة والمواطنين من جهة اخرى بالتزامن مع قرب حلول فصل الصيف لأن الطاقة المتوفرة حالياً لا تسعف لتشغيل اربع ساعات متواصلة بعكس ما وعدت به الوزارة”.
وأورد العبادي أن “البرلمان وجه كتب مخاطبة إلى الوزارة في مرات عدة بضرورة التريث وعدم المضي في مشروع خصخصة الكهرباء من أجل دراسته بنحو مستفيض والنظر إلى المعطيات الحالية”.
وتحدث عن “امكانية اتخاذ لجنة النفط والطاقة اجراءات جديدة بحق الوزارة لمنع استكمال مشروع يعود بآثار سلبية على المواطن”، من دون الكشف عن طبيعة تلك الاجراءات.
وأتهم العبادي “وزارة الكهرباء بالتلاعب بساعات القطع المبرمج من خلال زيادتها للمناطق التي لم ينفذ المشروع بها حتى الان، مقابل زيادات التجهيز للمناطق التي تعمل حالياً وفق عدادات ذكية لصالح القطاع الخاص”.
ودعا عضو لجنة الطاقة البرلمانية “وزارة الكهرباء إلى أدراك خطورة مشروعها”، لافتاً إلى “أنها تدعي أمام الرأي العام بأن عملها ادى إلى توفير بعض كميات من الطاقة، لكن الواقع يشير إلى خلاف ذلك، لأن المواطن الذي نصبت لداره عدادات ذكية اخذ يرشّد في الاستعمال خشية من دفع فاتورة كبيرة”.
وافاد بأن “الخلل يكمن في كمية تجهيز المواطنين بالطاقة”، منبهاً إلى أن “الوزارة قادرة على انتاج 14 الف ميكاواط، في وقت أن حاجتنا الفعيلة تفوق على 20 الف ميكاواط، وبعجز يقدر 6 الاف ميكاواط”.
وأكمل العبادي بالقول إن “المشكلة تنصب بالدرجة الاساس في الانتاج والنقل والتوزيع، وعلى الوزارة معالجتها وليس اللجوء إلى اجراءات غير واقعية تحقق اغراضاً اعلامية مؤقتة، في ما يعيش المواطن العراقي مشكلات كبيرة جراء عدم وضع حلول جذرية لملف الطاقة الكهربائية برغم مرور 14 عاماً على تغيير النظام السابق”.
من جانبه، عبّر عضو اللجنة الاخر، رزاق محيبس عن رفضه لتطبيق “مشروع خصخصة الكهرباء في الظرف الراهن”.
وأضاف محيبس في تصريح إلى “الصباح الجديد”، ان “مشكلات كبيرة سترافق تطبيق المشروع اهمها تحميل المواطن البسيط اعباء مالية هو في غنى عنها”.
ولفت إلى أن “الايام المقبلة ستشهد اجتماعات مع المسؤولين في وزارة الكهرباء لغرض دراسة الخصخصة والعمل على ايقافه”.
وشدد محيبس على أهمية أن “تأخد لجنة الطاقة الوزارية دورها في متابعة الملف وادراك اخطاره، ومعالجة اخفاقات وزارة الكهرباء المستمرة”.
يشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس قد كشف إلى “الصباح الجديد”، عن البـدء بمشروع خصخصـة الكهرباء في بغـداد وعـدد من المحافظـات، مبيناً أن الاليـة الجديـدة ستوفر على المواطـن قسطاً كبيـراً من المبالـغ التي يدفعها إلى صاحب المولدة الاهلية، ووعد بتجهيز يستمر على مـدى 24 ساعـة يومـياً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة