عادل مراد: هناك مخططات إقليمية لزرع الفتنة بين مكونات كركوك
السليمانية ـ عباس كاريزي:
أكد الاتحاد الوطني الكردستاني ضرورة طي صفحة الماضي واعادة بناء علاقات متوازنة بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية، مؤكدًا ان المتغيرات التي يشهدها العراق والمنطقة تتطلب التهيؤ للمؤامرات التي تحاك ضد الاقليم والعراق على حد سواء، وتهدد ببروز مخاطر جديدة على شاكلة داعش ومثيلاتها.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني الى مدينة كركوك وتفقده مكتب العلاقات والمركز الثاني لتنظيمات الاتحاد الوطني، ولقائه بمحافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم، بهدف ابداء الدعم والمساندة والاطلاع عن كثب على الاوضاع السياسية وتطورات الواقع الامني والوضع المعيشي للمواطنين.
بدأ وفد المجلس المركزي الذي ترأسه سكرتير المجلس عادل مراد وضم اعضاء لجنة العلاقات في المجلس جولته بتفقد علاقات الاتحاد في كركوك، وبحث مع رئيس واعضاء المكتب الاوضاع السياسية وطبيعة العلاقة بين مكونات المدينة، وتحديدًا بعد احتلال داعش الارهابي عدداً من الاقضية والنواحي في المدينة.
مسؤول مكتب العلاقات هوشيار عبد الرحمن سلط بدوره الضوء على المهام التي يقوم بها المكتب والتي تتمثل بادامة وتمتين علاقات الاتحاد الوطني بشتى مكونات المدينة من الكرد والعرب والتركمان والكلدو اشوريين، والحفاظ على التعايش والتاخي بين كفة المكونات القومية والمذاهب والاديان.
بدوره اكد سكرتير المجلس المركزي اهمية علاقات كركوك وضرورة ان يعمل ملاكاها على تمتين اواصر التعاون مع جميع المكونات في المحافظة، بالاعتماد على الذات وفقا للفكر والنهج الموضوعي البناء الذي رسخه الرئيس مام جلال، الذي كان يدرك ويؤكد دائماً على اهمية التعايش السلمي الاخوي بين مكوناتها وعدم تهميش أي مكون قومي او ديني في المشاركة في بناء المدينة والدفاع عن الامن والاستقرار فيها.
مراد اشار في تصريح ادلى به عقب زيارته المركز الثاني لتنظيمات الاتحاد الوطني في كركوك الى ان المتغيرات التي يشهدها العراق بعد دخول داعش والحرب على الارهاب، تدفع بالجميع الى ادراك مخاطرها وتملي علينا نبذ التفرقة والصراعات وانتباه الى المخططات التي تحاك اقليميا لزرع الشقاق والتفرقة بين مكونات المدينة، وان الاتحاد وبقية الاطراف السياسية يجب ان تكون جيدة جداً وخلق تفاهمات مشتركة تمنع التوتر والصراعات الطائفية، كما طالب بتحقيق الشفافية في التعامل مع الثروات والخيرات التي تمتلكها المحافظة بما يحقق الخير لابنائها.
واشار الى ان الاتحاد الوطني تمكن من تجاوز مرحلة الخلافات التي برزت مؤخرًا بين قيادته، والتي تتطلب تضافر جميع الجهود لوضع برامج وخطط تكفل عودة الاتحاد للعب دوره المحوري البناء، مبيناً ان عقد المؤتمر العام الرابع كفيل بتنشيط الاتحاد وضغط دماء جديدة الى قياداته ووضع حد لحالات الفساد والافساد التي سجلت على بعض قياداته.
وفي سياق منفصل قدم سكرتير المجلس المركزي شرحاً حول اهم التطورات السياسية في اقليم كردستان والحراك الجاري لتطبيع الاوضاع السياسية، مشدداً على ضرورة اشراك الجميع في المباحثات الجارية لاحتواء ازمات الاقليم، وان يعمل الوفد التفاوضي للاتحاد الوطني على اعتماد الصيغ والمعالجات ذات البعد الوطني بما يحافظ على مصالح الشعب العليا بعيداً عن المصالح الحزبية والشخصية، ويضمن تحقيق الشفافية في ملف النفط واعادة وتوزيع الثروات على المواطنين بنحو عادل، ووضع واردات الاقليم تحت رقابة برلمان كردستان.
وعلى صعيد العلاقة مع بغداد طالب مراد بالاسراع في تشكيل وفد كردستاني مشترك للبدء بحوار هادف مع الحكومة الاتحادية والقوى والاحزاب السياسية العراقية لطي صفحة الخلافات بين اربيل وبغداد، والاتفاق على اسس ومبادئ جديدة تضمن مصالح الجانبين، بعيدًا عن التشنج والمزايدات الحزبية الضيقة.
مراد اكد ان الكرد تحتاج الى دعم العراق كما بغداد تحتاج الى اسهام الكرد والتصدي معاً للمؤامرات التي تحاط ضد العراق، داعياً الحكومة الاتحادية الى الالتزام بما تبقى من مراحل في تنفيذ المادة 140 من الدستور.
عقب ذلك توجه وفد المجلس المركزي الى مبنى محافظة كركوك حيث كان في استقباله محافظ المدينة الدكتور نجم الدين كريم، وبحث الجانبان الاوضاع السياسية في العراق واقليم كردستان والمنطقة، ومساعي توحيد الجهود والمواقف لمواجهة التحديات والأزمات بما يحقق طموح الشعب.
سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد، اشاد في مستهل اللقاء بادارة كركوك، واكد ان كركوك غدت بصمود ابنائها رمزاً للمقاومة ودحر عصابات داعش الارهابية، وغدت أنموذجاً للتعايش والتعامل الناجح في ادارة الأزمات.
واتفق الجانبان على ضرورة الاستنارة بفكر وفلسفة مام جلال في الدورالمحوري للأتحاد الوطني الكردستاني ووحده صفوفه بوصفه احدى ركائز الاستقرار السياسي والأقتصادي ليس فقط في كردستان وعموم العراق ولكن في المحيط الأقليمي والدولي.
بدوره اكد الدكتور نجم الدين كريم ان ادارة كركوك تعمل من اجل الأرتقاء بمستوى الخدمات وتلبية احتياجات مواطنيها وتعزيز الأمن والاستقرار وضمان العودة الأمنة للنازحين لجميع مناطقهم المحررة ورعاية النازحين الهاربين من مناطق جنوبي كركوك وغربيها.