الفنان الروماني أدريان جينه والمشهد السينمائي للوحة

كريم النجار

يستمد الفنان أدريان جينيه أفكاره وموضوعات أعماله من الصراع العنيف الذي وجد الإنسان في أتونه. ومثال على ذلك أجواء الحرب الباردة أو الحرب العالمية الثانية والحروب المتكررة في بقع عديدة من عالمنا المعاصر.
يقول الفنان أدريان جينه: «السؤال بالنسبة لي هو كيفية إنشاء اللوحة التي تمنحك خصوصية تجربة سينمائية، ومع ذلك تحافظ على كيانها كلوحة» ففي لوحاته تنعكس تلك المواضيع التي أبطالها ربما أفراد متميزين، ومن خلال تصرفاتهم، تغيرت بطريقة أو بأخرى مسارات التاريخ، ليس فقط على المستوى السياسي، وأيضا في العلم أو الفن. ويثير إلهامه الفني ملفات البرامج الوثائقية والكتب التاريخية، حيث يصور أولئك الأشخاص الذين تركوا أثرا قويا على خارطة التاريخ، وإن جاءت ملامحهم في اللوحة تائهة تماما مثل هتلر وستالين، أو تشارلز داروين أو فنسنت فان خوخ.. وغيرهم من الشخصيات.
والمتمعن جيدا في أعمال هذا الفنان، حتما سيقارن تأثره بأعمال الفنان الايرلندي فرانسيس بيكن، تلك الأعمال التي يصارع فيها الإنسان ذاته ومحيطه والأشياء الضاغطة على حياته وكينونته. ويناقش الفنان قوة الصورة، وكيف ننظر إليها وتبقى في اللاوعي عند الناس. كما أنه يستخدم الذاكرة الجماعية لإعادة هذه التجارب المؤلمة كحال من إحداث الصدمة المباشرة. فهو يجمع بين الصور الحقيقية التي أخذت من الصور الوثائقية، جنبا إلى جنب مع تجاربه الشخصية، ويشكل عبرها (كولاجاته) التي تخلط بين قوة الوثيقة التصويرية وبين الخطوط التعبيرية بتخطيطاتها وألوانها المعتمة الفائقة القسوة.
لقد عاش الفنان في أوروبا في الربع الثالث من القرن العشرين، وأطلع على بداية ونهاية النازية ومآسيها، ومن ثم عاش سقوط الشيوعية في بلاده، كل هذه الأحداث تركت مؤثراتها الواضحة على أعماله التي يحاول فيها هدم الأنساق والحدود التي تضيق على البشر ومصائر حياتهم.
ولد الفنان أدريان جينيه في رومانيا عام 1977. وفي عام 20011 تخرج من جامعة الفنون والتصميم في مدينة (كلوج) الرومانية، وفي عام 2006 أقام أول معرض شخصي له في مدينته كلوج، ومنذ ذلك التاريخ بدأ صعوده الفني. وأقام عدة معارض شخصية بارزة في متحف الفن المعاصر في دنفر في الولايات المتحدة (2012/2013). وفي متحف الفن المعاصر في جنت في بلجيكا (2010/2011). والمتحف الوطني للفن المعاصر في بوخارست في رومانيا (2009/2010). وعلى قاعة مؤسسة فرانسوا بينو قصر غراسي في البندقية، وفي تيت ليفربول في المملكة المتحدة؛ في بينالي براغ، وبينالي بوخارست في رومانيا. وفي متحف هامر في لوس أنجلوس، ومتحف للفن المعاصر في لوس أنجلوس. وفي متحف الفن الحديث في أنتويرب في بلجيكا. ومتحف سان فرانسيسكو للفن الحديث. يعيش ويعمل حاليا بين كلوج في رومانيا وبرلين.

*كاتب وناقد عراقي مقيم في هولندا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة