بروس ينجو من براثن الإعلام بعد التتويج باللقب
ليبروفيل ـ وكالات:
ستعلق كأس أمم أفريقيا لكرة القدم في الجابون بالذاكرة لفترة طويلة بعد أن قدمت لعشاق الرياضة في العالم قصة نجاح ملهمة شهدت تعديل الكاميرون تأخرها في المباراة النهائية الى انتصار 2-1 على مصر صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز لتحرز لقبها الخامس.
وجاءت عودة الكاميرون الى قمة كرة القدم الافريقية على عكس التوقعات وحققت ما أرادت بتشكيلة ينقصها الخبرة بعدما غاب عنها لاعبون بارزون وضعوا أنديتهم فوق مصلحة منتخب بلادهم.وخاض لاعبو الكاميرون البطولة في ظروف صعبة وعلى ملاعب سيئة لكنهم حصلوا في النهاية على مبتغاهم ليحققوا اللقب الافريقي لأول مرة منذ 2002.
وعلى عكس العديد من النسخ السابقة التي عانت من غياب الاثارة والمتعة وكرة القدم الجميلة ضمنت العروض التي قدمتها الكاميرون وبعض المنتخبات الأخرى واحدة من أفضل النسخ الاخيرة.
ولم تستعد الكاميرون جيداً للبطولة بعدما أجرى المدرب هوجو بروس تغييرات شاملة على التشكيلة التي كانت تلعب بها قبل شهور.. ومنيت آماله بلطمة شديدة قبل الانطلاق بعدما رفض ثمانية لاعبين الانضمام الى المنتخب للبقاء مع أنديتهم.
وكان هذا أول رد فعل غاضب من اللاعبين الافارقة الذين يواجهون موقفاً صعباً كل عامين يضع الولاء للنادي والمنتخب على المحك لان توقيت البطولة يأتي في منتصف الموسم في أوروبا.. لكن سرعان ما توارى هذا الامر بعد انطلاق البطولة مباشرة ومع سقوط العديد من المرشحين سريعًا.
وواجهت الجزائر صعوبات منذ المباراة الاولى وخرج منتخب الجابون صاحب الضيافة وساحل العاج حاملة اللقب من الدور الأول وكان فوز الكاميرون بركلات الترجيح على السنغال في دور الثمانية أكبر مفاجأة.
وقال المدرب هوجو بروس عقب الفوز على مصر أمس الاحد: «كان طموحنا احتلال المركز الاول او الثاني في المجموعة والصعود لادوار خروج المهزوم وانتظار ما ستسفر عنه الامور وقتها. على مدار البطولة تحولنا من مجرد تشكيلة الى أسرة واحدة.»
وأضاف صعود بوركينا فاسو الى الدور قبل النهائي والتي لم تكن ضمن الحسابات في البداية بعض الاثارة مثلما أثار تقدم منتخبات مغمورة في بطولة أوروبا العام الماضي المتعة.. وشهد التحكيم تحسنا كبيرا في دفعة معنوية أخرى لكرة القدم الافريقية.. وستحمل الكاميرون البطلة الجديدة على عاتقها آمال كبيرة. وستستضيف النهائيات المقبلة في 2019 حيث سترغب جماهيرها العاشقة للعبة بلا ريب أن يكرر منتخبها نجاحه.
وأنهت الكاميرون انتظارا دام 15 عاما للفوز بلقب كأس الأمم الافريقية لكرة القدم بعدما حولت تأخرها بهدف إلى فوز 2-1 على مصر، الأحد، في نجاح يثبت صحة قرار المدرب هوجو بروس بإجراء تغييرات واسعة بالتشكيلة.
وارتبط المدرب البلجيكي بعلاقة متواضعة مع وسائل الإعلام المحلية منذ تعيينه في شباط من العام الماضي وتعرض لانتقادات بسبب استبعاد بعض اللاعبين أصحاب الخبرة واستبدالهم بلاعبين شبان أقل شهرة.
لكن بروس كوفئ على شجاعته في اختيار تشكيلة شابة وأحرز لقب كأس الأمم عندما سجل البديل فينسن أبو بكر هدف الانتصار قرب النهاية وبعدما أدرك نيكولا نكولو التعادل للكاميرون بينما كان محمد النني قد تقدم بهدف لمصر في الشوط الأول.
وقال بروس للصحفيين: «عندما جئت إلى الكاميرون منذ عام واحد وجدت مجموعة من اللاعبين الكبار دون دوافع. كنت مطالبا بتغيير ذلك الأمر.»وأضاف «اعتاد اللاعبون الحضور في الماضي للعب من دون حماس وليس من أجل تمثيل المنتخب الوطني لكن لأنهم بمثابة الواجب بعدما استدعاهم المدرب.»وتابع: «أجريت تغييرات في الفريق بعض الشيء وقمت بضم لاعبين شبان وأعتقد أن الأمر نجح.»
وضمت تشكيلة مصر بعض اللاعبين أصحاب الخبرة مثل الثنائي أحمد فتحي والحارس عصام الحضري – وقد أحرزا معا سبعة ألقاب لكأس الأمم – بينما لم يكن نكولو قد شارك مع الكاميرون إلا في مباراة واحدة إقصائية بكأس الأمم قبل ذلك.
ومع غياب لاعبين مثل جويل ماتيب وأوريلين شيدجو وإيريك-ماكسيم شوبو موتينج نجح الشابان كريستيان باسوجوج والحارس فابريس أوندوا في خطف الأضواء إلى جانب المدافع القوي ميشيل نجادو-نجادجوي.وقال بروس رداً على سؤال حول نجاحه في إثبات خطأ الصحافة المحلية: «الثأر من الصحفيين هو أغبى شيء يمكن لمدرب أن يفعله. أنا أعمل من أجل تحقيق النتائج وأنا سعيد جدا بإحراز لقب كأس الأمم.»
وأضاف «هذه بداية جيدة. ليس لدي مشكلات مع انتقاد الصحافة للاعبي فريقي لكني أريد فقط أن يكون الأمر عادلا وهادفاً. أتمنى الآن بعد الفوز بالكأس أن تتحسن علاقتنا بوسائل الإعلام.»