بغداد – وكالات:
المثقفون هم نجوم المجتمع وصفوته وانهم اكثر الناس احساساً وشعوراً بهموم المواطنين ومعاناتهم وما يعتور المجتمع ، كما انهم مصدر اشعاع واستنهاض الهمم وذلك لمواكبتهم ومراقبتهم التطورات والاحداث وما تفرزه من مستجدات ، فضلاً عن مراقبة التطور المعرفي والفكري ، والمثقف الكردي الفيلي عاش عقوداً من الملاحقة والاضطهاد وسياسة القمع والتكميم وفرض الحظر القسري من قبل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وخاصة ً في عهد صدام حسين ، مما ولد لديه الاحباط النفسي والمعنوي والانكماش اضافة الى الاضطراب الذهني ، إلا ان الحال تغيرت بعد 9- 4- 2003 ، والفيلي اليوم أمام مسؤولية كبيرة تجاه ابناء جلدته الكرد الفيليين فيجب ان يضطلع بها إذ ترتبت عليه واجبات لايمكن التنصل منها ، لان المثقفين هم المحرك في العواطف والمشاعر ، وهم لسان الأمة لذا على المثقف الكردي الفيلي ان يدرس تجربة الوقت الراهن بوعي وادراك ليحدد أطر مستقبل الكرد الفيليين ، هذا المكون الاصيل وذلك بتفعيل دوره لبث الوعي وتثقيف ابنائنا الفيليين وان نرسخ في نفوسهم روح التسامح والتعاون ، ولو ان اغلبهم يتصف بهذه الروح ولكن ليكون تعاملهم مع كل القوى وفق المصالح السياسية والاستحقاق الوطني الذي ينص عليه الدستور وان تكون علاقتهم مع الجميع علاقات وثيقة حسب مفهوم المواطنة وأسس العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والعيش المشترك في الوطن وذلك لمد جسور التعاون مع القوى السياسية الوطنية ومع منظمات المجتمع المدني ومختلف اطيافه ، ومع كل الذي له علاقة بالشأن الكردي الفيلي لكي تتعزز الفعاليات والنشاطات لانصاف الكرد الفيليين وتحقيق ما يصبون اليه . ومما تجدر الاشارة اليه ، ان يكون المثقف الكردي أداة لتوعية اصدقاء الكرد الفيليين وخاصتهم لنشر مفهوم الجرائم ، التي ارتكبت بحق الكرد الفيليين انها جرائم (إبادة جماعية) لذا يجب انصاف هذا المكون الذي ارتكب بحقه الكثير من التجاوزات وهدر الحقوق والجرائم في الحقبة السوداء زمن نظام حزب البعث التسلطي ذي النزعة الشوفينية .
وعلى المثقف الكردي العمل على تخفيف وقع المعاناة على الكرد الفيليين وان يوجه كل الطاقات والامكانات لتبني حلول حضارية والنهوض بالواقع المعاش وان تطرح قضيتهم على حقيقتها وبالمستوى المؤثر والمطلوب وضرورة الاتفاق على صيغة للعمل من اجل دفع قضيتهم الى الأمام والحرص على مصلحتهم والآن انهم يعيشون في وقت تشتـّد فيه الصراعات السياسية ، لذا اقتضى الامر على لم الشمل والانضواء تحت خيمة واحدة لرسم طريق المستقبل المأمول ليكون للفيليين تمثيل في الحكومة العراقية ومجالس المحافظات التي يتواجد فيها الكرد الفيليون وفي المنظمات غير الحكومية وغيرها ، وهذا جزء من رد الاعتبار لهذا المكون الأصيل واسترداد بعض الحقوق له .