كاظم العمران*
نظمت لجنة الاستراتيجية الوطنية في كلية طب الاسنان بجامعة بغداد ندوة تحت عنوان «ظاهرة التزوير والاثار والمعالجات».
وتاتي أهمية هذه الندوة التي حضرها معاون عميد الكلية للشؤون الإدارية الدكتور علي الحسيني، ورؤساء الفروع العلمية بمشاركة عدد من منتسبي الكلية وتدريسييها، وذلك ضمن اطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد الاداري والتعريف بآخر مستجدات هذه الظاهرة واساليبها وطرقها.
والقى الدكتور صباح نعمة علي محاضرة تناول فيها مفهوم ظاهرة التزوير على وفق الفقه والقانون، فضلا عن التعاريف التي اعتمدت في القوانين السائدة منها ، لاسيما في القانون العراقي ، كما طرحت الاثار الناجمة والعوامل المؤثرة في انتشار التزوير وسبل معالجته ودور المجتمع المدني والمؤسسات العلمية ووسائل الاعلام للحد من هذه الظاهرة .
واكد المحاضر بأن جريمة التزوير من اخطر الجرائم في المجتمع، وهي من الجرائم التي تخل بالثقة العامة وتهدد استقرار المعاملات فيه، فهي جريمة عظيمة وجسيمة الضرر يستولي فيها المجرم على مال تعلق به حق الغير، أو على حقوق عائدة إليه فتنهدم تلك الحقوق وتضيع، وإزاء ذلك فأن النصوص القانونية تمنع هذا الخطر الشرس من خلال إيجاد السبل المناسبة بمنع كل سلوك يعرض تلك المصالح أو الحقوق للخطر بشكل تستتب فيه الثقة العامة في المجتمع .
واستعرض المحاضر اركان التزوير وأقسامه، ومنها التزوير الخطي، وهو نوع من محاولات تقليد التوقيعات والخطوط وتتم بأساليب شتى مختلطة وسبل متغيرة تتوقف في المقام الأول على حدي ثقافة المزور والامكانات المتاحة له ، وكذلك على مهاراته الشخصية أو مهارة من يعاونه، والتزوير المادي، وهو امكانية احداث تغيير في المحررات الصحيحة ويكون جوهريا، مثل إضافة بعض البيانات أو محو بعضها جزئياً أو كلياً، بوسيلة من الوسائل، آلية كانت أم كيميائية، وذلك بغرض الاستفادة من هذا المحرر أو المستند كمحاولة إخفاء صفة القدم على محرر حديث أو غيره، والتزوير المعنوي، وهو الذي يقع في اثناء إنشاء المحرر لا بعده وانه لا يترك أثراً ماديا في المحرر تدركه العين.
اما أركان جريمة التزوير، فعدها الباحث تغير حقيقة في محرر، أي ابدال واقع ويكون التغير بحسب الظروف والأحوال التي نص عليها القانون، وهي العمد أو القصد الجنائي، والضرر.
وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش للاستعلام عن بعض النصوص القانونية والأساليب الحديثة المتطورة في التزوير وسبل كشفها ومكافحتها والوقاية منها .