يعشقُ رائحة الخشب.. وتطربه الأغنية السبعينية مصطفى زاير: العود منحني وجودي.. ولا أقلّد الآخرين

حاوره ـ كوكب السياب

قلقٌ يكرهُ الانتظار. مزاجيّ حدَ اللعنة، يريدُ أن يكون في ألقه على الدوام، وهذا ما يدفعه أن يكون كذلك، مزاجياً قلقاً، ويكره الانتظار أيضاً..!

يرفض تقليد الآخرين، لكنه يكنّ لهم كل الاحترام، ويعترف بأفضالهم عليه وعلى الموسيقيين بشكل عام. يقول، «أعشق رائحة الخشب عندما يُقطع ويُحرق، وأتمتع حين أشاهد أجزاء الالة مُتفرقة حتى تجتمع ويظهر لنا كائن جميل يمنحنا الموسيقا والجمال»، 

يقصد بهذا الكائن هو «العود» الذي سرق منه كل شيء، ومنحه ذاته ووجوده..

أنه الموسيقي مصطفى زاير الذي حل ضيفاً على صحيفتنا وكانت لنا معه هذه الوقفة:

لم أركَ تعزف بيدٍ واحدة، مع أن أغلب العازفين جربوا العزف بيد واحدة في حفلاتهم؟

ربما ابتعدت عن هذا الشيء لأنني لا أريد أن يلصق أحد بي تهمة تقليد فنانٍ ما، وهذه الحركة الفنية بالعزف ابتكرها الفنان سالم عبدالكريم، واشتهر بها أيضاً الفنان نصير شمة،

لكن شمة أضاف لهذه الحركة سحراً وجمالية، وخرجت بجمالية أكبر. فضلا عن المساحة الكبيرة من الشهرة التي يتمتع بها نصير شمه، والتي تفوق نوعاً ما شهرة سالم عبدالكريم.

هل يُطربك مغنٍ ما؟

تُطربني الأغنية لا المطرب. يسحرني ناظم الغزالي. وأميل كثيراً لأغنيات الجيل السبعيني، يجذبني لها الصدق والإحساس العالي، أما من المطربين الحاليين، فيحتل الساهر المساحة الأولى من اهتماماتي، وعربياً استمع لأغاني آمال ماهر، أنغام، أسماء المنور.

لو أعطيتك فرصةً للتراجع عن قرار اتخذته سابقاً، ماذا ستقرر؟

لن أتراجع عن أي قرار، حتى لو كان ذلك سبباً في الاحباط والفشل. كل التجارب هي دروس لابدّ من الاستفادة منها.

لو أعطيتك فرصة بلقاء شخص يلهمك، من ستختار؟

والدي رحمه الله.

لو اعطاك شخص مبلغا مغريا مقابل ان تكسر الة العود الخاصة بك، هل ستفعل؟

سأكسر يده بدلاً العود. العود أعز أصدقائي، فكيف أتصرف معه هكذا؟

هل ستعلم ابنك العزف على العود؟

أتصور لو أنه أحب هذه الآلة فسأمنحه كل أسراري.

باقة ورد لمن يهديها مصطفى زاير؟

حبيبتي. هي الأجدر بها.

باقة شوك لمن تهديها؟

لكل من يحاول أن يشوه حياتنا ومدينتنا.

لو اصبحت رئيسا للوزراء، ما اول قرار تتخذه؟

سأستثمر شارع الرشيد، وأمنع مرور السيارات من خلاله. وأجعل من محاله مقاهي ومراكز ثقافية. وأعيد تأهيل المباني القديمة والأسواق المنهكة، وأمنع عنه جشع التجار.

بلد تتمنى زيارته؟

فرنسا، وعاصمتها باريس التي تسحرني كثيراً.

أراك قلقاً، لمَ أنت هكذا؟

أكثر ممّا تتصوّر. واكبر لحظات القلق تنتابني قبل بدء حفل ما لي. ومع بدء أول حروفي الموسيقية يرحل القلق تلقائياً، ويبدأ الشعور بالاسترخاء والمتعة.

وهل انت مزاجي؟

جدا. حد اللعنة. وأرى إن هذه المزاجية تأتي من حرصي على تقديم الأفضل والمختلف.

هل تفكر باقتحام عالم اﻻغنية من خلال التلحين مثلا؟

لي تجارب في هذا المجال، ولكن كانت ما بين الأغنيات الوطنية او الصوفية ولا أمانع من تقديمهنّ بطريقتي الخاصة.

متى اشتريت اول عود.. وكم كان ثمنه؟

كان ذلك في عام 1994 وكان تركي الصنع. اعتقد أن سعره كان 2000 دينار وطبعا الم اجلبه للبيت، لأن عائلتي كانت تمانع. وقد أودعته عند صديقي الشهيد مهند عبد الرزاق وهناك كانت تماريني لمدة ستة اشهر.

ولمَ كانت عائلتك تمانع؟

وجت صعوبة في اقناعهم حتى ان دخولي وقبولي في المعهد كان من دون علمهم وكنت أذهب من منزلي الى المعهد سيراً بالذهاب والأياب، وبعد شهرين اضطررت لاخبارهم بسبب صعوبة الطريق.

هل فكرت ان تصنع عوداً، او تتعلم صناعة العود؟

لم اصنع عوداً ولم أفكر بذلك، لكنني أقضي أوقاتاً ممتعة وجميلة في الورش الخاصة بصناعة العود. وأغلب صانعي العود هم أصدقائي. 

أعشق رائحة الخشب عندما يقطع ويحرق، وأتمتع حين أشاهد أجزاء الالة متفرقة حتى تجتمع ويظهر لنا كائن جميل يمنحنا الموسيقا والجمال.

هل تعزف على الات اخرى غير العود؟

كل من يشاهدني ويحضر حفلي يقول لي نرى انك والعود كعاشق ومعشوقته، ﻻ استطيع خيانة حب كهذا. 

لكني اكتب موسيقا لالات موسيقية اخرى وعلى علم ودراية بأمكانية كل الة.

ما اول مقطوعة موسيقية كتبتها؟

اول عمل كتبته كان بعنوان «أموت حبا» بعد عام ونصف من دراستي للعود في عام 1997 وجمهوري يعشق كثيرا هذا العمل.

لو حاصرك اليأس، ماذا تفعل؟

اسير واصمت، وبعدها ادخل في سبات مع معشوقي «العود» لايام عديدة، اعزف فقط وﻻ اتكلم.

لو لم تكن «مصطفى» ماذا كنت ترغب ان تكون عليه؟

ﻻ ارغب بغير «مصطفى» لله الحمد على ما انا عليه وعلى ما منحني الله.

لو لم تكن «موسيقيا» ماذا ستكون؟

ﻻ اعلم. لا اتخيل نفسي بغير هذا الدور، عملت كثيراً في الاعمال الحرة ولفترة بسيطة ولكني فشلت.

لو أنك تملك شمعة واحدة في حياتك، لمن ستشعلها؟

للعراق، كي تنير ارضه وسماءه وناسه واهلنا جميعا من ظلمة وقسوة من أساؤوا لهذا البلد.

قطار حياتك إلى أين يتجه؟

ﻻ أدري. لكنني أعلم أني أسير بخطوات ثابتة ومدروسة، وهذه ما يطمأنني.

حقيبة اسرارك عند من تودعها؟

فقط عند من احب.

متى يقسوا قلبك.. ومتى يلين؟

يقسوا عندما اشعر بالخيانة وعدم الوفاء والطعن من الخلف، وغالباً ما يكون لي ردٌ من خلال عودي وموسيقاي.

ماذا تعني لك الاسماء التالية

نصير شمه

خليفة الرواد وصاحب فضل على نشر العود العراقي في الخارج.

علي الامام

استاذي الاول واسم كبير في تاريخ الة العود.

قحطان العطار

تاريخ الالم والوجع العراقي المعاصر، للاسف خطفته الغربة من الابداع والتواصل مع جمهوره.

طالب القره غولي

مؤسس التغيير في اللحنية العراقية.

عمر بشير

خليفة منير بشير ونجم عالمي في العود ولكن يكرر نفسه دائما.

أرى أنه يحتاج الى أن يغير.

هل وجدت ذاتك؟ ام انك ما زلت تبحث؟

ذاتي ووجودي مع موسيقاي ومع عودي هذا هو عالمي وحياتي.

العود بالنسبة الي صديث لا يفارقني ابداً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة