أبو عمر هو الكنية الوحيدة لمن يرأس مؤسسة الفرقان
بغداد – مؤيد بسيم:
كشف باحث متخصص في قضايا «الفكر الجهادي»، عن الهيكل التنظيمي لـ «مؤسسة الفرقان»، وهي الذراع الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، مؤكدا أن السعودي ناصر الغامدي، هو من يشرف حاليا على عمل المؤسسة، انطلاقا من سوريا، بعد تفكيك مقرها في العراق العالم 2010.
وقال هشام الهاشمي، في مقابلة مع وكالة «واي نيوز»، إن «فكرة إنشاء مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي، جاءت حين أعلنت الدولة الإسلامية في العراق في 15/10/2006، تأمير ابو عمر البغدادي (حامد داود الزاوي) عليها، حيث اقترح القيادي السابق في القاعدة، محارب عبداللطيف الجبوري (ابو عبدالله)، الذي قتل في العراق لاحقا، إنشاء مؤسسة خاصة على غرار المؤسسات الإعلامية لطالبان والقاعدة وفروعها الأخرى، كمؤسسة السحاب للإنتاج ومؤسسة الملاحم ومؤسسة الأندلس الإعلامية»، موضحا أن «الجبوري اقترح إبدال الاسم الحركي لمن يرأس إدارة الإعلام من (أبي ميسرة العراقي) إلى (أبي عمر) فأصبح كل من يدير مؤسسة الإعلام التابعة للدولة الإسلامية في العراق، يكنى (بأبي عمر)».
ويضيف الهاشمي، وهو كاتب في الشؤون الاستراتيجية، ينشر مقالاته في «واي نيوز»، أن «أول من تكنى بهذه الكنية هو محارب الجبوري، ويساعده في إدارة هذه المؤسسة كل من ناصر الغامدي، وهو سعودي من أهالي مدينة جدة/ حي المنتزهات، الذي تولى عملية الإشراف على مؤسسة الفرقان بعد مقتل الجبوري». وزاد أن «من بين الشخصيات التي عملت في مؤسسة الفرقان، علي اليمني، المكنى بأبي زهراء، وهو يمني الجنسية، ومحمد عبدالستار الجنابي، وهو عراقي، معتقل حاليا، ونجاح الكرخي، وهو عراقي، والمهندس أنيس أبو دعاء، وهو معتقل حاليا»، مشيرا إلى أن «هؤلاء جميعا امتلكوا خبرة فنية كبيرة في المونتاج والإنتاج الفني والإعلامي وتشغيل البرامج والتطبيقات الإلكترونية المختصة بإنتاج الصوتيات والمرئيات».
ويذهب الهاشمي، إلى أن «مؤسسة الفرقان نشطت بشكل واسع منذ إعلان الدولة الإسلامية في العراق العام 2006»، موضحا أنها كانت «ترتبط باللجنة الإعلامية الجهادية التابعة لإمارة القاعدة الأم». وأضاف «منذ العام 2006 أصبح مركز الفجر الإعلامي، هو من يمثل اللجنة الإعلامية، ويشرف على كل مؤسسات الإعلام التابعة لفروع القاعدة، ومنها مؤسسة الفرقان التي كانت تمثل فرع القاعدة في العراق». ومضى يقول «حتى نيسان عام 2013 كانت مؤسسة الفرقان تعمل بالتنسيق مع لجنة الإعلام الجهادي وتحت إشراف مركز الفجر للإعلام، ولكن بعد إعلان ابو بكر البغدادي انفصاله عن تنظيم القاعدة بقيادة الظواهري، وتشكيل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام العام 2013، أصبحت مؤسسة الفرقان مستقلة في عملها».
وتابع، أن المعلومات الاستخبارية، تشير إلى أن «مؤسسة الفرقان عملت منذ 2006 وحتى 2009 انطلاقا من مدينة حمص السورية، قبل أن يجري نقل مقرها الرئيسي إلى منطقة زمار في مدينة الموصل»، موضحا أنه «بعد مقتل أمير دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي ووزير دفاعه أبو حمزة المهاجر العام 2010، هاجمت خلية الصقور الاستخبارية العراقية مقر مؤسسة الفرقان في الموصل، غير أن السعودي ناصر الغامدي نجح في الهرب إلى سوريا من جديد، ليتمكن بعد ذلك من إعادة المؤسسة للعمل بكادر جديد».
ويقر الهاشمي، بجودة الإنتاج الفني للأعمال التي تصدرها هذه المؤسسة، والتي تتمثل في مجملها بأفلام وثائقية، تعرض أنشطة التنظيم ضد القوات الأميركية، ثم العراقية لاحقا.
ويقول إن «من أبرز إصداراتها؛ وثائقيات أمة الخير، وصليل الصوارم (أربعة أجزاء)، وهدى وبشرى للمؤمنين، وتاج الوقار، وقوافل الشهداء (جزءان)، ودولة الإسلام باقية، وغزوة الثأر لأسرانا في الفلوجة، وغزوة أبي حفص المشهداني، وغزوة ربعي بن عامر، وغزوة فكوا العاني، وفرسان الشهادة (خمسة أجزاء)، وحصاد المنهزمين في بلاد الرافدين، وعامان لدولة الإسلام، وكتائب كردستان في دولة العراق الإسلامية، وان القوة الرمي، وفيلم العودة الى الجبال، وفرحة المسلمين بقيام دولة الموحدين، وصيادو الكاسحات..».
ويقول، إن «قيادات الإعلام الجهادي هي خليط متنوع من التخصصات والتوجهات، ولكنه يصب بشكل عام في هدف واحد، وهو دعم تنظيم داعش».
ويوضح أن «إفراد هذا الجيش الإعلامي يعملون تحت عناوين مختلفة، كالمراكز والمؤسسات والسرايا والكتائب الإعلامية»، مشيرا إلى أن هؤلاء «يعتقدون ان عملهم هذا واجب شرعي على كل مقاتل».
ويؤكد أن هؤلاء «يعملون على شكل مجموعات، كل منها لها وظيفتها المعينة، ويقومون بإنشاء شبكات، تعمل كل واحدة منها في أحد المنتديات الجهادية او موقع من مواقع التواصل الاجتماعي لدعم هدف من الأهداف التي يقررها الإعلام المركزي الخاص بتنظيم داعش، وهي مؤسسة الفرقان الإعلامية».
ويشير الهاشمي الى ان «الإعلام الذي يستهدف التواصل الفكري والمنهجي يكاد ان يكون الوسيلة الحصرية للتواصل بين عناصر داعش الان، ولا سيما مع انتشارهم في مناطق جغرافية متعددة».
ويؤكد أن «تنظيم داعش يولي أهمية قصوى للإعلام، لدرجة أن قياداته تعتبر ان لجنة الإعلام الإلكتروني من اهم جبهات العمل»، موضحا أن «المشرفين على العمل الإعلامي لداعش هم في الأغلب من السلفيين السعوديين، لما يتصفون به من فصاحة اللغة وأدبيات الخطابة وغزارة الاستدلال الشرعي والولاء لأبي بكر البغدادي».