27 في المئة من المحاربين لا يحصلون على الطعام
بغداد ـ سالم علي:
كشفت دراسة أمريكية جديدة، أن «أكثر من ربع» الجنود الأمريكان ممن حاربوا في العراق وأفغانستان «لا يحصلون على وجبات طعام كافية»، وبينت أن نسبة حرمانهم هي «ضعف» معدل الحرمان الغذائي العام للسكان الأمريكيين.
وقالت المشرفة على الدراسة التي أجرتها جامعة مينيسوتا الأميركية، راشيل ويدوم، في بيان أصدرته الجامعة ونقلته محطة قناة تلفزيون (PRESSTV)، إن «27% من المحاربين الذين خدموا في حربي العراق وأفغانستان محرومون من الحصول على طعام كافي ثابت خلال الوجبات الثلاث»، موضحة أن «هذه النسبة اعلى بكثير من النسبة السائدة للحرمان الغذائي في الولايات المتحدة والبالغة 14.5%».
وأضافت ويدوم، حسب البيان، أن «استنتاجات دراستها كانت مروعة ومحبطة»، مشيرة الى أن «12 % من المحاربين الـ 922 الذين تم مسحهم صنفوا على انهم يعانون من حرمان غذائي متدن جدا والذي يؤشر لمواجهتهم صعوبات قاسية في الحصول على غذاء كاف».
وبينت المشرفة على الدراسة أن «هؤلاء المحاربين الذين يعانون من الحرمان الغذائي وكونهم عاطلين عن العمل فأنهم اكثر عرضة من غيرهم الذين يحصلون على غذاء كاف لأن يصبحوا مدمني كحول وسكائر مع قلة ساعات النوم لديهم».
يشار إلى أنه منذ عام 2003 ارتفعت معدلات الانتحار بين المحاربين الأمريكان إلى معدلات قياسية، واستنادا إلى اخر الإحصاءات المتوفرة لدى دائرة شؤون المحاربين الأميركية فانه في عام 2010 ارتفع معدل الانتحار اليومي بين صفوف المحاربين الأمريكان إلى 22 حالة انتحار باليوم مقارنة بـ 18 محارب يقدم على قتل نفسه يوميا خلال عام 2007.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية قادت القوات المتعددة الجنسيات، في التاسع من نيسان 2003، إلى العاصمة بغداد وبعدها إلى المدن العراقية الأخرى، لتزيح نظام حزب البعث الذي سيطر على الحكم في البلاد أكثر من ثلاثة عقود عبر انقلاب عسكري في العام 1968.
إلى ذلك، أصبح الجنود الأمريكيون الذين عملوا في العراق، مدمنين على المخدرات على نطاق واسع، والسبب هو أن هؤلاء الجنود أصيبوا بصدمة نفسية أو أنهم وقعوا في بيئة اجتماعية سلبية، في حين أن العلاج كان فقط في المستشفيات العسكرية.
وكما اتضح للعاملين في مركز التحقيق الصحفي الأمريكي فإن الأدوية التي كانت أكثر شيوعاً والتي استخدمت من أجل علاج الجنود العائدين من أفغانستان والعراق تحولت خلال بضع سنوات إلى مواد مخدرة. فهي في حقيقة الأمر عبارة عن مواد أفيونية تقليدية تستخدم لتخفيف معاناة المريض، ولكن في الوقت نفسه كان هؤلاء الجنود يفتقدون لعلاج خاص يهدف إلى معالجة أسباب المرض في المستشفيات العسكرية.
ووفقاً للإحصائيات، ارتفعت نسبة حجم الأدوية التي تحتوي على مادة الأفيون والتي توصف من قبل الأطباء العاملين في وزارة شؤون المحاربين القدامى إلى 270 بالمئة. ففي عام 2009 فقط تم وصف ما يقارب 3.8 مليون وصفة طبية لأدوية تحتوي على مواد مخدرة وقوية.
وتشير صحيفة «ر.ب.ك.» إلى أن إحدى نتائج هذا العلاج أصبح ارتفاع عدد الجرائم المرتكبة من قبل المحاربين القدامى. ولمجرد أن تصبح الأدوية الأفيونية التي يصفها الطبيب غير كافية للمرضى فإنهم يحاولون الحصول عليها بأنفسهم باستخدام وسائل غير قانونية، لدرجة أن الأمر وصل إلى حد قامت به محاكم بعض المدن التي توجد فيها المستشفيات بتخصيص يوم محدد لقدامى المحاربين المجرمين.