القاهرة- الصباح الجديد:
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ وبالتعاون مع المركز الثقافي للطباعة والنشر بالعراق؛ صدرت الطبعة الثانية من كتاب « كنز الحكايات » للأديب والإعلامي العراقي «أحمد الحلي» .
ويقع الكتاب في 332 صفحة من القطع المتوسط، ويعدُّ كنزاً حقيقياً يحوي بين دفتيه حكاياتٍ شعبية من شتّى دول العالم، منتقاة بعناية شديدة ومعاد صياغة غالبيتها من قبل مؤلفه الشاعر والأديب «أحمد الحلِّي» الضليع بالمأثورات الشعبية، ويمنح متلقيه متعةً جمالية أخّاذةً قلما يوفرها كتابٌ آخر في أيًّ من فروع المعرفة الإنسانية. فهذا الكتاب يأخذ بيديْ قارئه عبر أزمنةٍ من عصورٍ مختلفة، أزمنةٍ كانت متوافرةً ومتاحةً فعلياً على أرض الواقع، وأخرى ربما تكون من صنع ونسج الخيال، بما يتيحه هذا الخيال المجنّح من ممالك سحريةٍ غرائبية وأسطورية تعوّض الأشخاص والشرائح الاجتماعية المقهورة عن كثيرٍ مما فقدوه وافتقدوه في واقعهم المعاش، حكايات تغوص عميقاً في خلجات النفس البشرية، وتحلّق عالياً في أجواء الأمنيات والرغائب المستحيلة عبر حبكةٍ متناغمة وسلاسة تبدو للوهلة الأولى بسيطة وأحياناً سطحية، ولكن المتلقي النابه لو تمعّن قليلاً لوجد أنها محتشدةٌ بالرؤى الدفينة مكتنزة بالمعاني العميقة والمشاعر الجيّاشة.
والحكاية الشعبية تمتلك من المزايا والسمات ما يجعلها تتنقل بحُرِّية شبه مطلقة عبر حواجز اللغة والجغرافيا والزمن، ولا نجد على الإطلاق شعباً من الشعوب أو أمةً من الأمم لا يعتز أفرادها بحكايات أسلافهم ومروياتهم فِي الماضي البعيد أو القريب، يتلاقفونها جيلاً بعد جيل، ثم لتصبح بعد ذلك جزءاً ومكوِّناً أساسياً من الذاكرة الجمعية، يختزن ما تواضع عليه الناس فِي مراحل زمنية معينة من قيم وأخلاقيات وأفكار وتطلعات ورؤى، بل وحتى خيال خصبٍ أيضاً.. ويشير الباحثون إلى أن الحكاية الشعبية ظلَّت عبر العصور والحقب تمثِّل التسلية الأولى والمثلى للمجتمعات.
تكمن أهمية هذا الكتاب في إمكانية قراءته واستيعابه من جميع المستويات والشرائح، على صعيد توفّره على متعة الفن الروائي والمتعة العادية الخالصة أيضاً. من شأن هذا الكتاب كذلك أن ينمّي القدرات الذهنية لدى الناشئة ويسمو بذائقتهم ويفتح الآفاق الرحيبة أمام عقلياتهم ومدركاتهم الغضة.
وأحمد الحلي، شاعر وكاتب وإعلامي عراقي، من مواليد محافظة بابل عام 1955، عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، خريج كلية الشريعة / جامعة بغداد عام 1980، عمل في مجال الصحافة مصحِّحاً ومدققاً لغوياً، ومحرراً للصفحة الثقافية في عدد من الصحف بعد سقوط النظام عام 2003، وعمل لمدة طويلة معداً للبرامج الثقافية والتراثية في إذاعة المستقبل، من بين إصداراته: «تهجيات»: ديوان شعر. طبعة أولى عام 1999، طبعة ثانية: شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2014، «كنز الحكايات»: طبعة أولى عام 2012 م، طبعة ثانية: شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2014، كتاب» همنجواي في الحلة». ولديه عدة كتب أخرى مخطوطة.