سها الشيخلي*
تكاد تكون مفردة التزوير الاكثر تداولا في ايامنا هذه وخاصة بعد انتهاء عملية الانتخابات وبداية عملية العد والفرز ، ومع ان ممارسة التزوير بالطرق القديمة والجديدة امر وارد ليس في انتخاباتنا بل في كل الانتخابات التي جرت وتجري في دول العالم وبعيداًعن الاسباب والطرق التي يحتمل اجراؤها في عملية العد والفرز فان التزوير خيانة لاماني الشعوب والتفاف جبان على آمالها في التطلع نحو حياة حرة كريمة في اقل افتراض هذا اذا تحدثنا عن تحقيق اماني الشعوب في التغيير ، لكن التزوير بالنسبة للكتل والاحزاب المتصارعة على الظفر بكرسي الحكم في أي بقعة من بقاع المعمورة يعد طرقا ملتوية وغير شريفة وغير مهذبة للقفز على الحقائق مهما كانت تلك الحقائق فالتزوير هو سرقة وخيانة لحقيقة تم وضعها في صناديق الاقتراع من قبل المواطن ، فكيف يجرؤ البعض على القيام بكل تلك الادران من اجل الحصول على كرسي الحكم ، هل يحمل الكرسي كل هذا البريق والحظوة ! مع الادعاء بان نظام الحكم ديمقراطي .
واعود الى مفردة التزوير فأقول مع التقدم التقني الكبير واتخاذ طريقة الاقتراع عبر ( البطاقة الالكترونية ) في الانتخابات الاخيرة في العراق فان التزوير هو الشغل الشاغل للجميع سواء كانوا من المتطلعين للظفر بالحكم ام رجل الشارع البسيط بحيث كثرت الشكاوى من اساليب التزوير ، ما دفع المفوضية الى اللجوء لتصنيف تلك الشكاوى الواردة من الكتل المتعددة او من الاشخاص ، الى فرزها على وفق بطاقات تحمل الواناً متعددة فسمعنا ان هناك بطاقات خضراً وصفراً وحمراً ، وكل لون من تلك الالوان يحمل درجة التزوير وصفته ، وهناك من يقول ان التزوير الحاصل اليوم عندنا ينقسم الى قسمين الاول هو التزوير قبل بدء الاقتراع والمتمثل في توزيع سندات الاراضي وكارتات الموبايل وكل ذلك يؤخذ من المال العام ، مع التساؤل الملح لماذا يجري كل ذلك قبل ايام من بدء الاقتراع ؟ الان عرفت الحكومة ان هناك مشكلة كبيرة اسمها مشكلة السكن ؟ وان هناك خط فقر كبيراً يعاني منه البلد الغني بكل ثرواته وابنائه المهاجرين ؟ والتزوير الثاني الذي يشير له البعض هو سرقة صناديق الاقتراع والتلاعب فيها لمصلحة كتلة او حزب معين ، من اجل احراز التقدم والحصول على كرسي الحكم ، والضحية في كل ذلك هو المواطن الذي تعطلت مصالحه واصاب الركود والشلل اقتصاده وتأخر اقرار الموازنة الخاضعة الى المساومة .