سلام مكي
بعد زلزال سوريا، الذي كشف ولازال يكشف عن الكثير من الخفايا والأهداف والخطط التي كان تحاك وتدار من قبل دول وجهات وفصائل مسلحة، ومجموعات وأفراد، نتابع اليوم، وبشكل غير طبيعي، فضائيات معروفة التوجه، وصفحات ممولة، تارة بأسماء صريحة وتارة بأسماء وهمية، كلها تكثف من خطاب إعلامي موحد، وهو أن الزلزال السوري، لن يهدأ في دمشق، فالشرق الأوسط، يعيش أوضاعا غير طبيعية، وما سوريا إلا بداية لزلزال شامل، لا يقف عند حد معين. فضائية، تبث من أماكن مشبوهة، معروفة التوجهات، مرة تبث برامج لا تصلح للعائلة، لما فيها من ألفاظ وعبارات خادشة للحياء، ومرة تبث أخبارا مضللة، تستهدف النسيج المجتمعي العراقي، وتنشر على صفحاتها على التواصل الاجتماعي، اخبارا عن تغيير سياسي محتمل في العراق! نفس القناة، تستضيف أشخاصا مجهولين، تسأل ضيوفها: هل سيجري التغيير في العراق بهدوء وسلاسة؟
هذه الأخبار، التي تنشرها تلك الفضائية، والتي تتطابق مع ما ينشره مدونون، تكشف عن أمر مهم وهو ان تلك الجهات والأفراد، يكتبون بإملاءات خارجية، فما ينشر، يكون بنفس التوقيت، وهذا ما يعني أن هنالك إرادة بالخفاء، يكتب هؤلاء بالنيابة عنها! وللأسف، من يشتري تلك البضاعة هو الشعب! نعم، فمنشورات الفيس بوك، ومنصة إكس، عبارة عن بضاعة يعرضها المدون، وهو يدرك تماما، أن هنالك من يشتري تلك البضاعة، رغم أنها بضاعة فاسدة! ماذا يريدون من العراق هؤلاء؟ ألا يكفيهم كل سنوات الحروب التي لم يبق جيل إلا وناله نصيب منها. هم يريدون أن تتكرر تجربة سوريا، ولا يدركون الخلاف الشاسع بين ما حصل في سوريا، وما هي الظروف التي أدت الى سقوط نظام بشار الأسد، وبين التجربة العراقية المتفردة، والتي لا تشبه أي تجربة أخرى في العالم! صحيح أن النظام السياسي في العراق، نظام ينخره الفساد، والمحاصصة، والخراب في كافة مناحي الحياة، لكن هذا لا يعني أن نكون وقودا مرة أخرى لأفكار وتوجهات خارجية، تخطط لجعل العراق، ضمن دوامة لا تهدأ من الصراعات والحروب الداخلية، والفتن! خصوصا وأن هناك من يسعى لجعل تربة الفتنة خصبة دائما.