متابعة ــ الصباح الجديد :
أجاب القائد العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” عن تساؤلات تخص مستقبل سوريا ومصير الفصائل المسلحة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق، بشار الأسد، في ظل المخاوف الحالية المتعلقة بكيفية إدارة الحكام الجدد للبلاد وعن تعاملها مع المكونات الأخرى.
وقال مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحربي أبو حسن الحموي، لوكالة فرانس برس، إن بناء مؤسسة عسكرية تنضوي ضمنها كل الفصائل المعارضة، يشكل “الخطوة المقبلة”.
وأشار خلال المقابلة التي أجريت معه بمدينة اللاذقية الساحلية إلى أنه “في أي دولة، يجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية ضمن هذه المؤسسة”.
وعما إذا كان سيتم حل جناح الهيئة العسكري، أجاب “بالتأكيد..سنكون إن شاء الله من أول المبادرين وسنبقى مبادرين لأي توجه يحقق المصلحة العامة للبلد”.
وأمام تحدي توحيد البلاد وتطلعات العواصم الأجنبية، تعهد القائد الأعلى لـ”هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع، الملقب بـ”أبو محمد الجولاني”، بحل الفصائل التي ساهمت في إسقاط الأسد في الثامن من ديسمبر ودمجها في الجيش. وفي بيان باسم تحالف الفصائل، قال الجولاني “سيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه “مستعد” لإعادة فتح سفارته في العاصمة السورية فيما أقامت الولايات المتحدة اتصالات بهيئة تحرير الشام، ورُفع العلم الفرنسي، فوق مبنى سفارة فرنسا في دمشق مع وصول بعثة دبلوماسية أوفدتها باريس للمرة الأولى منذ 12 عاما.
الأكراد.. والفيدرالية
وأعلن أبو قصرة أيضا في المقابلة أن مناطق سيطرة القوات الكردية ستُضم الى الإدارة الجديدة للبلاد معلنا رفضه الفيدرالية. واقترح إقامة “منطقة منزوعة السلاح” في كوباني في شمال سوريا.
ولدى الأكراد إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا، ومؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية، عملوا على بنائها خلال سنوات الحرب الأهلية، وأثناء قتال تنظيم “داعش”.
وفي بادرة حسن نية، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية رفع علم الاستقلال السوري، الذي رفعه السوريون منذ خروجهم في تظاهرات سلمية مناهضة لدمشق في عام 2011، على جميع مقراتها ومؤسساتها، معتبرة أنه “يحق للسوريين الاحتفاء بانتصار إرادتهم في إسقاط هذا النظام الجائر”.
وجاء قرار الإدارة الذاتية بعد تأكيد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، جناحها العسكري، أن “التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة.. تضمن حقوق جميع السوريين”.
وخلال مؤتمر صحفي في الرقة، دعت الإدارة الكردية على لسان رئيس المجلس التنفيذي للادارة الذاتية، حسين عثمان، إلى “وقف العمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية للبدء بحوار وطني شامل وبنَّاء”.
وجاءت تصريحاته بينما شنّت فصائل مسلحة موالية لأنقرة هجوما على قوات سوريا الديمقراطية. وأعلنت تلك الفصائل الأسبوع الماضي سيطرتها على دير الزور ومنبج ومدينة تل رفعت الاستراتيجية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية امس الاول الثلاثاء، ماثيو ميلر، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شمال سوريا بين تركيا و”قسد”، حتى نهاية الأسبوع الحالي، معربا عن أمله في “تمديده لأطول فترة ممكنة”.
وقال ميلر: “لا نريد لأي طرف أن يستغل الوضع غير المستقر بسوريا لتعزيز مصالح ضيقة على حساب المصلحة الوطنية السورية الأوسع”.
وكان المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسن، قد حذر من أن “النزاع لم ينته بعد” رغم مغادرة الأسد السلطة، في إشارة إلى المواجهات بين الفصائل المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد في الشمال.
وتعهّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بأنه لن يسمح بتحول المنطقة إلى “بؤرة للإرهاب”، مؤكدا أن تركيا ستقاتل تنظيم “داعش” ومجموعات إرهابية أخرى في المنطقة، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة مصدر تهديد أمني كبير.
وأكد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، محمد البشير، أن تحالف الفصائل المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات، داعيا ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الخارج للعودة إلى وطنهم.