” إغلاق”..معرض شخصي للتشكيلية زينا سالم حمل معاني ورسائل كبيرة للمتلقي

حاورها: سمير خليل
في معرضها الشخصي الخامس ” إغلاق” رصّت التشكيلية الدؤوبة زينا سالم كتلا لونية وحروفيات ونقاطا ومساحات لونية أخرى، تحددها كما تشاء، تريد إغلاق الطريق أمام الذاكرة المكانية، لكنها تفتح معبرا للمتلقي كي يتعامل مع هذه التشكيلات وتستفز ذكاءه ليفتح أبواب هذا الإغلاق.
في معرضها على قاعة الاطرقجي في بغداد نثرت زينا سالم حوالي أربعين لوحة مختلفة الأحجام، مؤكدة حريتها بالإبحار في لوحاتها وما تحمل من معان ورسائل.
في حوارنا مع زينا سالم، أردنا أن نفتح الإغلاق الذي سّورت به جدران القاعة، وسألناها: لماذا إغلاق فأجابت:
مجموعة المصغّرات التي اشتغلتها وقت الحظر، فحاولت أن أكبّر مجموعة منها، أخذني عمل المصغّرات لأننا كلنا كنا وقت الحظر نتذكر أشياء من الماضي، نتخيل الحاضر، لكن كنا منغلقين على ذواتنا، فالإغلاق هو رمزي، بعض المصغّرات قمت بتكبيرها فأخذتني الى إغلاق آخر، إغلاق مكاني، وعليك أما أن تنغلق على ذاتك أو تخترق الحواجز بمخيلة لا حدود لها”.
*ألاحظ في لوحاتك كتلا لونية وحروفا ونقاطا، هل هي جزء من الإغلاق؟
كلها زوايا مكانية، الحروفيات هي اختزال لحوارية مابيني وبين الذات، أما الكتل فهي زوايا من أماكن أحاول أن أجمعها وفق علاقات جمالية، أحيانا تكون جدارا وأحيانا معدنا، أحيانا تكون أبوابا، فهذه الأماكن المغلقة استعيرها وأوظفها جماليا في عمل فني، وجود الكتل، جانب رمزي، أما إنك تستسلم لهذه الكتل أو تحررها ضمن مخيلة، وهذه المخيلة للمتلقي تهمني أكثر من مخيلتي أنا، لأنني في مخيلتي حولت هذه الكتل المغلقة والاماكن الى أشكال جمالية. ويبقى الباقي على المتلقي كي يفتح مخيلته وينتقل عاطفيا وزمانيا أو مكانيا الى أبعد من هذه الحواجز”.
وأضافت: هذا هو معرضي الشخصي الخامس، يضم حوالي أربعين لوحة تتراوح بين الكبيرة والصغيرة، ولو تتابع تجربتي فهي تتنوع، ولكن في تجربتي هذه ابتعدت عن الخامات من رمل وقماش. أحيانا يعطني إحساس أنه يحوي ريليف وأحيانا كولاج، وإذا تتابع عملي فستتعرف عليه، ولكن هذه المرة حاولت أن أستمتع بالإيهام الموجود بالرسم، وأتمنى ان يستمتع المتلقي معي بهذا الإيهام الذي أوجدته”.
*هل يمكن أن نشاهد معرضا واقعيا لزينا سالم؟
لا أعرف، ولا أستطيع الإجابة بنعم أو لا، هذه تبقى وفق توجهي، ووفق الحالة التي تستفزني، أنا أملك أعمالا واقعية كوني كنت تدريسية أدرّس الواقعية، أما أن يكون لي معرض للواقعية، حقيقة لا أعرف !! ولحد الآن أنا لا أفكر بهذا الامر”.
*أسألك عن المرأة، هل أخذت دورها في الفن التشكيلي؟
نعم ، بالتأكيد، نحن مجتمع ذكوري وهذا أمر مفروغ منه، ولكن معاناة الفن التشكيلي نشترك بها جميعا، سواء كنا ذكورا أو أناثا، فنانين أو فنانات، أهم هذه المعاناة، أننا نفتقد لقاعات العرض، خلال تسعينيات القرن الماضي كانت بغداد لوحدها تضم أكثر من أربعين قاعة عرض، الآن هذه القاعات تعد على أصابع اليد، قلة القاعات يعني قلة النتاج ، قلة التسويق وهذا مهم جدا للفنان، إذا ترغب بتقديم تجربة لها ثقلها لا تعرضها بمهرجان، بل اعرضها في قاعة تليق بها بطريقة محترمة، وبعرض أنيق، تعامل مهني صحيح مع القاعة ، مع التسويق، ويجب أن يعرف الفنان أين يضع نفسه”.
وختمت: أنا لا أنتمي لأي تجمع فني، أعمل بشكل مستقل ولكن أي مشروع أشعر أنه يستحق مع مجموعة حلوة أشتغل معهم، نحن في الشهر الماضي قدمنا أول مهرجان “بيرفورمنس آرت” في العراق وهو مهرجان دولي، لكن الأجانب لم يحضروا بسبب الظروف التي حصلت، أما خطوتي القادمة فهي التحضير لبيرفورمنس وأيضا لمعرض انسليشن آرت في بغداد إن شاء الله”.
” Performance art ” ، فن الأداء، وهو شكل من أشكال الفن يعتمد على الوقت ويتميز عادةً بتقديم عرض حي للجمهور أو المتفرجين (كما هو الحال في الشارع) ويعتمد على فنون مثل التمثيل والشعر والموسيقى والرقص والرسم مقدم للجمهور في سياق الفنون الجميلة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة