سلام مكي
تنص المادة 12 أولا من الدستور: ينظم بقانون علم العراقٍ وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز إلى مكونات الشعب العراقي. ولا حاجة لتفسير النص أعلاه، حيث لابد من أن يرمز النشيد والعلم، الى العراق، ونصه، يرمز الى مكوناته. وأي نشيد وطني لجمهورية العراق، لا يطابق النص الدستوري أعلاه، يعد مخالفا للدستور. وبالعودة الى النشيد الوطني العراقي المعتمد حاليا، لا نجد أنه يرمز الى مكونات الشعب العراقي، لا من قريب ولا من بعيد، ولم يتم تأليفه وتلحينه ليكون متوافقا مع الدستور، فنشيد موطني، وكما هو معروف للجميع، من تأليف شاعر فلسطيني، ولحنه ملحن لبناني، كتب النشيد قبل 90 عاما تقريبا. فهل ينطبق النشيد الوطني العراقي على النص الدستوري؟ وهل هو نشيد يخص العراق دون غيره؟ وهل يرمز الى حضارة العراق وشعبه؟ من المؤكد أن هذا النشيد، يتغنى به من قبل الجميع، وهو يرمز الى جميع الشعوب التواقة الى الحرية والتطور، ويعبر عن شعور قومي لا وطني، كما أنه كتب في ظروف تختلف كليا عن الظروف الحالية. ومن المستغرب جدا، أن العراق بلد الشعر والأدب، يملك من الشعراء ما لا يملكه أي بلد غيره، من أرضه انطلقت أولى محاولات الحداثة، وقبلها عاش على ترابه أهم العشراء العرب الذين ساهموا بتأسيس الشعر العربي، كالمتنبى وأبي نواس وغيرهم. أما العصر الحديث، فلا تكفي صحف وكتب عن ذكر أسماء الشعراء العراقيين، ومنجزاتهم. فهل يعقل، ألا نعثر على نص واحد، يمكن اعتماده ليكون النشيد الوطني العراقي، وترك النشيد الحالي؟ كل البلدان المجاورة وغير المجاورة، تعتمد أناشيد وألحان خاصة بها، تعبر عن ثقافتها وتاريخها، إلا نحن، نتغنى بشعر غيرنا، رغم ما نملكه من شعراء وأدباء يمكنهم كتابة أبهى وأجمل النصوص الشعرية التي يمكنها أن تكون نشيدا وطنيا. نعم جرت محاولات في السابق لاعتماد قصيدة الجواهري ” سلام على هضبات العراق” وقصيدة ” سلام عليك على رافديك عراق القيم” لكنها فشلت، وكأن العراق لا يملك سوى السلام على الهضبة أو على دجلة والفرات!!