الماكيرة ندى طالب: المكياج فن يتطلب مهارات قادرة على إثارة الإعجاب

بغداد ـ وداد إبراهيم:
يصنع المكياج أشكال الشخصيات وفق مفهوم المؤلف والمخرج في عالم المسرح والسينما، ويلعب دورًا حيويًا في تحويل الوجوه والشخصيات إلى شخصيات متنوعة، بدءًا من الجروح والندوب وحتى تغيير العمر أو الجنس. وهو ركيزة أساسية تجعل الممثل شخصية تاريخية أو مخلوقًا خياليًا، وتجعل القصص واقعية. كثيرًا ما يكون للمكياج أهمية كبيرة في إيصال الشخصية إلى المتلقي، بل قد يكون سببًا في نجاح العمل الفني.
وتفتقر الساحة الفنية العراقية لعدد كافٍ من فناني المكياج، إذ تعتمد الأعمال المسرحية على عدد قليل جدًا من العاملين في هذا المجال الصعب والمهم، كونه فنًا يتطلب مهارات إبداعية وفنية عالية لتحقيق تأثيرات بصرية مثيرة للإعجاب.
ندى طالب، ماكيرة مجتهدة تمتلك خبرة أكاديمية وعملية، تُعد واحدة من أهم العاملين في هذا المجال في المسرح والسينما. عملت في العديد من المسرحيات والأفلام العراقية، وهي الآن تعمل ماكيرة لمسرحية “لير يحاكم القدر” التي ستُعرض الأيام القادمة.
التقتها “الصباح الجديد” للحديث عن عملها، فقالت: “كنت أعمل في قسم مسرح الطفل الذي توقف حاليًا، والآن أعمل ضمن الموسم المسرحي الحالي. بالإضافة إلى ذلك، هناك موسم سينمائي جديد، لذا بدأت العمل منذ بداية الموسم المسرحي في ترتيب الأزياء والإكسسوارات، إضافة إلى كوني ماكيرة. عملي ليس سهلًا؛ فهو يتطلب دراية وتحضيرًا وتجهيزا ما يلائم العمل وفقًا لما هو متوفر في السوق من مواد ومستلزمات. عملي في المسرح يختلف عن عملي في السينما؛ في المسرح، عليّ التحكم في كل شيء، من اختيار الملابس والمكياج. هذا يتطلب معرفة جيدة بتفاصيل العمل المسرحي، حتى أتمكن من تغيير الأشكال. هذا يمثل تحديًا كبيرًا، لأن الماكير يجب أن يسيطر على الأمور ولا يسمح لها بالخروج عن إرادته، خاصة أنه ملتزم بالوقت. إضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الأزياء أو الإكسسوارات أو تغيير الشكل مريحًا للممثل، ليتمكن من أداء دوره دون أن تعيقه الملابس أو المكياج.”
وتابعت طالب: “أحاول دائمًا أن يكون عملي دقيقًا جدًا، لذا أسأل عن كل صغيرة وكبيرة. أتعلم من الآخرين وأحرص على معرفة كل ما يخص العمل الفني، مثل الإضاءة وشكل الممثل. أحيانًا، عندما أكون وحيدة في عملي، أستعين بأشخاص خارجيين، مثل خياطة أو مطرزة، لأتمكن من إنجاز كل شيء في الوقت المناسب. قبل أن أبدأ بتغيير شكل الممثل، أبحث عن نوع الإضاءة وحركة الممثل، خاصة إذا كان إعلانًا أو فيلمًا. هذا هو سر نجاح عملي”.
ندى خريجة معهد الفنون الجميلة – بنات، قسم التشكيلي فرع الرسم عام 2003، وأكملت دراستها في كلية الفنون الجميلة، قسم التشكيلي فرع الرسم عام 2005/2006. شاركت في العديد من المسرحيات المحلية والأفلام كفنانة مكياج ومصممة أزياء واكسسوارات. من أعمالها المسرحية: “فتاة الغابة”، “الساعة السوداء”، “غابة الأصدقاء”، “تحولات الأحياء والأشياء”، “بلاك بوكس”، “حنين حار”، ومسرحيات أخرى. أما الأفلام، فمنها: “أمي”، “إعلان الندم”، “ألمانيا ع السريع”، وأفلام أخرى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة