وداد ابراهيم
يُعدُّ تقبّل الإنسان للروبوتات في حياته اليومية موضوعًا متزايد الأهمية مع تطوّر التكنولوجيا واعتمادنا المتزايد على الذكاء الاصطناعي. فاليوم، نشهد وجود الروبوتات في العديد من المجالات مثل الصناعة والطب والتعليم وحتى في المنازل. وقد بدأت هذه الروبوتات تؤدي مهام متنوعة بدءًا من المساعدة في الأعمال المنزلية إلى تقديم الدعم الصحي ومراقبة الحالات الطبية
أظهرت الدراسات أن الأفراد يتقبلون الروبوتات بشكل أكبر في المجالات التي لا تتطلب تفاعلًا عاطفيًا عميقًا، ويظل التقبل أقل وضوحًا في المجالات التي تتطلب التواصل الاجتماعي أو الرعاية المباشرة، خاصة بين الفئات الأكبر سنًا التي قد تجد صعوبة في التكيف مع التكنولوجيا الحديثة
ويتأثر تقبّل الإنسان للروبوتات بعدة عوامل، من بينها القيم الثقافية والدينية والمخاوف حول الخصوصية والأمان. فعلى سبيل المثال، يشعر البعض بالقلق من أن تحل الروبوتات محلّ البشر في وظائف معينة، مما يزيد من معدلات البطالة. كما أن هناك تخوفات من فقدان التحكم في هذه الروبوتات إذا تطورت بشكل يجعلها تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، ما قد يؤدي إلى سيناريوهات غير محمودة.
في حين إن البعض يعتبرون الروبوتات يمكن أن تساعد في تعزيز الإنتاجية وتقليل الأعباء اليومية، خاصة في المدن الكبيرة التي تعتمد على التكنولوجيا في تنظيم حركة المرور وتقديم الخدمات العامة.
وعندما نتحدث عن تقبّل الإنسان للروبوتات في حياته اليومية، فإننا نتطرق إلى كيفية تأثير هذه القيم في تفاعل الأفراد مع الآلات أو الروبوتات. فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى التواصل العاطفي والاجتماعي، وهو ما قد يصعب تحقيقه مع الروبوتات التي تفتقر إلى القدرة على التعاطف أو الفهم العاطفي العميق. ولذلك، قد يشعر البعض بعدم الراحة أو العزلة عند التعامل مع الروبوتات في سياقات تتطلب تفاعلًا إنسانيًا عاطفيًا مثل الرعاية الصحية أو التعليم.
بالتالي، عندما تتداخل الروبوتات مع هذه القيم الإنسانية، فإن هناك حاجة إلى تصميم هذه التقنيات بطريقة تحترم هذه القيم وتكملها بدلاً من أن تحل محلها، بحيث تبقى الروابط الإنسانية والقدرة على التواصل والتعاطف أمرًا محوريًا في حياة الإنسان.