افتتاح الجامعات والمدارس الأهلية في عموم بغداد يزيد من اختناقات الشوارع في العاصمة

بغداد ـ وداد إبراهيم:

الازدحامات المرورية التي تعيشها مدينة بغداد أصبحت مشكلة تؤثر على كل مفاصل الحياة، العملية منها والتربوية والطبية والإنسانية. فهناك طلاب يخرجون من بيوتهم يوميًا للالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم وحتى رياض الأطفال، إضافة إلى الأطباء والمهندسين وجميع العاملين في المؤسسات الأهلية والرسمية، مما يجعل ذروة الازدحام في ساعات الصباح الأولى وحتى ما بعد الساعة التاسعة صباحًا، ليعود الازدحام في الساعة الثانية ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا للأسباب نفسها. لكن هناك أسبابًا أخرى زادت من الازدحامات، وهي افتتاح الجامعات والكليات في الشوارع العامة والأزقة، إلى جانب المدارس ورياض الأطفال الأهلية في عموم مناطق بغداد، حيث اتخذ بعضها من المباني السكنية الكبيرة أو المؤسسات الأهلية مقارًا لها، وتمركزت في وسط العاصمة وفي المناطق الحيوية التي تشهد حركة نشطة للباعة والمتسوقين والمترددين على الدوائر الحكومية لإنجاز معاملاتهم، مما خلق حالة من الفوضى.

يقول عماد محمد، صاحب محل مكوى: “بصراحة، أصل إلى عملي في المحل بعد ساعة من الصراع مع الازدحامات، ويزداد ذلك في الساعات الأولى من الصباح، إذ يدخل إلى بغداد أكثر من مليون عامل من المحافظات، إلى جانب حركة تنقل الطلاب في المدارس. وقد لاحظت أن هناك حافلات كبيرة تحمل الطلاب وتتجه إلى مدارس أهلية في مناطق ضيقة، وهذا ما ألاحظه في العديد من المناطق، حيث أنتقل من المحمودية إلى بغداد يوميًا للعمل في هذا المحل”.

ويضيف أبو سعد: “ما عرفناه أن أبنية الجامعات تُقام عادة في مناطق بعيدة عن وسط المدينة، وتكون مجهزة بمساحات واسعة تشمل حدائق وساحات للألعاب الرياضية، إضافة إلى مرائب لوقوف السيارات، كما هو الحال مع الجامعة المستنصرية وجامعة بغداد والجامعة التكنولوجية. لكن افتتاح جامعات في وسط الأزقة كما في الأعظمية والوزيرية والكاظمية يؤثر بشكل كبير ويزيد من الازدحامات التي لا بداية ولا نهاية لها. ويشكو الكثير من الطلاب من اضطرارهم للخروج من بيوتهم في ساعات مبكرة والوصول متأخرين، إلى جانب التكاليف المرتفعة للنقل”.

أما جبار سعدون، شرطي المرور، فيعلق قائلًا: “بغداد اليوم تشهد ازدحامات أكثر من أي وقت مضى. هناك زيادة كبيرة في أعداد المركبات، إلى جانب انتشار الأبنية والمؤسسات الأهلية بشكل مستمر، حيث تُفتتح مدارس عالمية وأهلية جديدة، إذ يقوم بعض المدرسين المتقاعدين بفتح مشاريع مدارس جديدة في أي بيت أو بناية ملائمة، لينتقل إليها الطلاب من مناطق بعيدة بحافلات تنقل عددًا كبيرًا منهم، ناهيك عن المعاهد الأهلية التي تفتتح تزامنًا مع المدارس. ينبغي على الوزارات المعنية مراعاة الجانب الجغرافي عند منح تراخيص هذه المؤسسات.

ويضيف جبار سعدون، شرطي المرور، قائلاً: “بغداد تعاني من ازدياد كبير في الازدحامات المرورية نتيجة لتزايد المؤسسات التعليمية في المناطق السكنية. إضافةً إلى ذلك، تُمنح التراخيص بسهولة، دون دراسة كافية لتأثيرها على الحركة المرورية. فنجد أن المدارس الأهلية والمعاهد تفتح أبوابها في أحياء مكتظة، حيث تكون الأزقة والشوارع ضيقة، مما يسبب ضغطاً إضافياً على الطرق ويؤدي إلى فوضى مرورية”.

ويختتم جبار حديثه قائلاً: “إن حل هذه المشكلة يتطلب اتخاذ إجراءات جادة من الجهات المعنية، من خلال وضع خطط تنموية تسهم في توزيع المؤسسات التعليمية بشكل مدروس، بعيداً عن المناطق السكنية أو الشوارع الضيقة، وتوفير بنية تحتية تدعم الأعداد المتزايدة من السيارات، بالإضافة إلى وضع تشريعات واضحة تحد من الانتشار العشوائي للمدارس والجامعات في الأحياء المكتظة

ووفق احصائية وزارة التعليم العالي، إن في العراق حالياً 72 جامعة وكلية أهلية معترف بها.

وتضم بغداد حاليًا 38 جامعة وكلية أهلية معترف بها. يأتي ذلك ضمن جهود الوزارة لتنظيم قطاع التعليم الأهلي وتقديم دليل خاص للجامعات الأهلية للسنة الدراسية 2024-2025

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة