مبادرته الأخيرة حظيت بتأييد دولي ومحلي
بغداد – الصباح الجديد:
جدد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال جلسة الأسبوعية المعتادة أمس الثلاثاء، دعوته إلى حقن الدماء وجمع القوى السياسية على طاولة حوار حقيقي، مؤكدا استعداد الحكومة لدعم هذا الحوار.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء حسن ناظم خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، إن «الحكومة تعمل منذ سنتين في فلسفة خاصة لا تحب العنف ولا تتوجه إليه»، مضيفاً أن «رئيس الوزراء يدعو إلى حقن الدماء وجمع القوى السياسية على طاولة حوار حقيقي».
وأشار إلى «عمل الحكومة على حماية المواطنين والمؤسسات وعدم الانجرار إلى العنف على الإطلاق»، مؤكداً أن «الحكومة على استعداد لدعم الحوار الحقيقي والوقوف مع أبناء شعبنا في هذه الأيام العصيبة».
وسبق للكاظمي ان دعا مرات عدة الى التهدئة ووقف التصعيد، كان آخرها البيان الذي أصدره امس الأول الاثنين بهذا الشأن وحظي بتأييد دولي ومحلي، اذ اعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس الثلاثاء، عن «قلقه» بشأن الوضع في العراق، مبدياً دعمه لمبادرة الكاظمي في الحوار.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على موقع تويتر: «قلقي شديد بشأن الوضع في العراق. يجب ان يسود الهدوء وضبط النفس».
وأضاف: «أشارك رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في النداء الذي وجهه للحوار والتشاور استجابة لتطلعات العراقيين».
وفي وقت لاحق من يوم امس أيضا، ابدى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي تأييده لدعوة رئيس مجلس الوزراء بشأن جلوس جميع الأطراف السياسية على طاولة الحوار، لافتا الى إمكانية تنظيم «انتخابات نيابية ومحلية» مبكرة.
كما اعرب المشروع الوطني العراقي، دعمه لهذه الدعوة، فيما شدد على ضرورة أن لا تكون لتقاسم مناصب وتغانم مصالح.
وقال المشروع في بيان اطلعت عليه الصباح الجديد، «نؤيد وندعم دعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للحوار الوطني، ونؤكد ضرورة ان لا يكون حوارا لتقاسم مناصب وتغانم مصالح ما تبقى من كيان الدولة، بل ان يكون حوارا وطنيا شاملا يتبنى قرارات شجاعة لإجراء تغييرات جوهرية بالعملية السياسية وتعديل للفقرات الجدلية بالدستور، وفرض هيبة وسلطة القانون على الجميع، فضلا عن محاسبة الفاسدين وسراق المال العام وقتلة المتظاهرين وكل من يثبت تورطه بالدم العراقي».
وجدد دعوته، لكل الاطراف السياسية، «بضرورة التنازل والتضحية بالمكاسب الحزبية مهما كانت، وان يضعوا مصلحة العراق والعراقيين نصب أعينهم، وان يدركوا انه ليس من مصلحة اي طرف الذهاب نحو الهاوية التي ستعصف بالجميع».
وتجدر الإشارة في هذا الصدد الى ان حيدر العبادي وعمار الحكيم وكلاهما من ضمن الاطار، كانا من بين اول من ايد مبادرة رئيس الحكومة
اذ قال العبادي في تغريدة على تويتر: «أعلن تأييد مضامين بيان رئيس الوزراء الخاص بالأزمة الحالية، وهي تلتقي مع مبادرتنا ودعواتنا للحوار والاتفاق على خريطة حل للأزمة الراهنة»، داعياً الأطراف كافة إلى «الاستجابة لها، والبدء بحوارات جادة وصادقة خدمة للشعب والدولة».
كما أعلن الحكيم تأييده للمبادرة، وقال في بيان صدر عنه مساء أمس الأول: «نعلن تأييدنا لما جاء في بيان الكاظمي بخصوص الأحداث الأخيرة، التي تشهدها البلاد، والتي تبنينا الكثير مما ورد في بنودها مرات عدة للحيلولة دون انزلاق الوضع إلى ما لا تُحمد عقباه، ولا سيما ما يتعلق بركون وجلوس فرقاء وشركاء المشهد العراقي إلى طاولة حوار، تتبنى مبادرة وطنية شاملة تفضي إلى إنهاء الانسداد السياسي في البلاد».
ويذكر ان رئيس تحالف الفتح هادي العامري، كان من بين الداعين أيضا الى تجاوز التصعيد واذكاء الفتنة والذهاب الى حوار يحقن الدم العراقي، سيما بعد استفحال الازمة بين التيار الصدري والاطار التنسيقي والتي جعلت نجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان، يدعو كل الأطراف السياسية الى الاجتماع في أربيل لتسوية الخلافات وفتح حوار بما يخدم مصالح البلاد والمواطنين.
وكان رئيس مجلس الوزراء دعا أمس الاثنين، في بيان، إن «جميع الأطراف إلى التهدئة، وخفض التصعيد؛ للبدء بمبادرة للحل على أسس وطنيّة، وعدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد».
كما دعا «جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني؛ للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني».