ضغوط لتشكيلها وسط مخاوف من الفوضى
الصباح الجديد ـ وكالات:
قال الرئيس اللبناني ميشال عون في بيان امس الاثنين إن لبنان بصدد تشكيل حكومة جديدة “خلال أيام إن شاء الله”.
تجددت الجهود الرامية للاتفاق على حكومة لبنانية جديدة يمكن أن تبدأ في معالجة الأزمة المستمرة منذ عامين، وسط مخاوف من أن يتحول الانهيار المالي اللبناني المدمر إلى فوضى عارمة في القريب العاجل.
ووصل الانهيار إلى نقطة حرجة الأسبوع الماضي مع نقص الوقود المستورد مما أجبر المستشفيات والمخابز والخدمات الأساسية الأخرى على تقليص أو إغلاق أبوابها.
وقال مصدر سياسي رفيع لرويترز “إن الوضع يتطور إيجابيا. (هناك) بعض القضايا التي ينبغي معالجتها، خصوصا الأسماء”. وأوضح المصدر أن الدافع وراء هذا التحرك هو أن “الوضع برمته يتدهور والنظام كله ينهار”.
من جانبه دعا حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله المدعومة من إيران اول امس الأحد إلى تشكيل الحكومة في غضون يومين أو ثلاثة أيام قائلا إن هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع الفوضى وإدارة الأزمة.
وقال أيضا إن حزب الله سيبدأ في جلب المازوت والبنزين من إيران وسيعلن الجدول الزمني قريبا.
وقالت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا بعد لقائها بالرئيس اللبناني إن الخدمات الأساسية “وصلت إلى حافة الانهيار”.
وفي ذروة عقود من الفساد الحكومي وسوء الإدارة دخلت الأزمة مرحلة جديدة الأسبوع الماضي عندما قال البنك المركزي إنه لن يمول بعد الآن واردات الوقود بأسعار الصرف المدعومة.
ويدعم المصرف المركزي فعليا أسعار المحروقات وغيرها من الواردات الحيوية من خلال توفير الدولار بسعر صرف أدنى من السعر الحقيقي لليرة اللبنانية. ويصل سعر الدولار حاليا إلى 3900 ليرة بينما يجري التداول بسعر يتجاوز 20 ألفا في السوق الموازية، وهو ما يستنزف الاحتياطي الذي قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأسبوع الماضي إنه يبلغ الآن 14 مليار دولار. وللاستمرار في تقديم مثل هذا الدعم، قال مصرف لبنان المركزي إنه بحاجة إلى تشريع للسماح بالسحب من الاحتياطي الإلزامي، وهو جزء من الودائع يقضي القانون بالحفاظ عليه.
وتقول الحكومة إنه يجب عدم المساس بأسعار الوقود. تسببت الأزمة بخسارة العملة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها ودفعت أكثر من نصف السكان إلى الفقر. ورغم ذلك، فشلت النخبة الحاكمة في الاتفاق على خطة إنقاذ أو تشكيل حكومة جديدة منذ استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب في أغسطس آب الماضي بعد انفجار مرفأ بيروت.
وتم تكليف ميقاتي، وهو رجل أعمال وسياسي لتشكيل الحكومة بعد أن تخلى الزعيم السني سعد الحريري عن محاولاته قائلا إنه لا يمكنه الاتفاق مع عون. وألقى كل واحد منهما باللائمة على الآخر.