الصباح الجديد ـ متابعة:
تمتلك واشنطن الآن فرصة تشكيل “تحالف” لردع استخدام الأسلحة الكيمائية في الحرب بسوريا، من خلال “عقوبات” تستهدف موسكو ودمشق، بحسب تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي.
التحليل الذي أعده، أنتوني راغيدرو وأندريا ستريكر، يقول أن روسيا والنظام السوري نجحا في تأخير عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حيث يعمل هؤلاء على وقف أي جهد لفرض عقوبات على سلوكهم في هذا الشأن.
وذكر الكاتبان أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يمكنه تغيير هذا الواقع من خلال بناء “تحالفات” تفرض عقوبات في هذا الشأن، وهو ما يتفق مع جهود السياسة الخارجية الجديدة التي ستعتمد بناء التحالفات والشراكة مع المجتمع الدولي، بدلا من التصرف بشكل أحادي.
يقول الكاتبان إن مواجهة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلوح في الأفق، وهي التي ستحدد إن كانت دول العالم ستعود إلى قاعدة منع استخدام الأسلحة الكيميائية، أو السير في الاتجاه الذي اتخذته روسيا عبر تسميم المنشقين، أو ما يجري في سوريا من استخدام الغازات السامة ضد المواطنين.
خلال الشهر الحالي، سيعقد مؤتمر دولي لأعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حيث يمكن لواشنطن أن تخلق تحالفات مع دول مختلفة لسن مشروع قرار يردع روسيا وسوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية.
ويشير التحليل إلى أن روسيا استخدمت “الأسلحة الكيميائية كجزء من برنامج يستهدف أعداء النظام” في موسكو، إذ لا تزال قضايا معلقة بهذا الأمر مثل قضية استخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك ضد سيرغي سكريبال، وهو ضابط مخابرات روسي، عام 2018”، ناهيك عن استخدامها ضد أليكسي نافالني مطلع العام أثناء عودته للبلاد، حيث غادرها فيما بعد لرحلة علاج في ألمانيا، وعند عودته إلى موسكو تم القبض عليه ومحاكمته بتهم مختلفة، حيث يقضي حاليا حكما بالسجن هناك.
وفي القضية الأخيرة لنافالني اكتفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإدانة ما تعرض له المعارض الشرس لبوتين، لكنها لم تقم بخطوات عملية لمحاسبته، وفق المجلة.
ويذكر التحليل أنه، على سبيل المثال، غاز الأعصاب نوفيتشوك مدرج في قائمة المواد المحظورة للاستخدام بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية منذ 1993، ولكنه لم يتم رصد مخزون الدول منها خاصة روسيا.
وفي 2020 “ أصدر المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إنذارا نهائيا لدمشق للامتثال لاتفاقية الأسلحة الكيميائية في غضون 90 يوما أو مواجهة التعليق من المنظمة”، لكن الموعد النهائي مر من دون اتخاذ إجراءات.
وخلال العام الماضي وجهت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتهامات مباشرة للنظام السوري، باستخدامه أسلحة كيميائية في 2017 في حماة، حيث تم استخدام غاز السارين لقتل المواطنين، وهو نفته دمشق.
وادعت دمشق أنها دمرت ترسانتها الكيميائية إثر اتفاق “روسي – أميركي” عام 2013، إثر هجوم اتهمت دول غربية دمشق بتنفيذه وأودى بحياة مئات الأشخاص في الغوطة الشرقية قرب العاصمة، وفق تقرير سابق لوكالة فرانس برس.