-1- اذا كان الطعام لا يستغني عن الملح فالمجالس لا تستغني عن الشعر، فالشعرُ مِلْحُ المجالس . -2- ومهمةُ الشعر أنْ يتجاوز الآذان ويدخل الى القلوب بلا استئذان ، وهذه هي سمة الشعر الأصيل . -3 – ولقاءاتُ العلماء والأدباء تَزْدانُ غالباً بالكثير من الشعر النابض بروح المحبة والانسانية ، والمستوعب لمعاني الحياة وما تمور به من حِراك وأحداث وتأتي القوافي متناغمةً مع ما تحمله اللغة العربية من ينابيع ثرة للعطاء … -4- وصديقُنا الراحل الباحث الموسوعي الدكتور السيد جودت القزويني –رَحِمَه اللهُ – كان يبادر الى تدوين وقائع تلك الجلسات واللقاءات ،وهذا ما ضمّهُ (الروض الخميل) – الموسوعة الأدبية الطريفة ذات الاجزاء العشرة – . -5- ولو أردنا أنْ نجمع المساجلات الشعرية بَيْنَنَا وبَيْنَهُ لشكلّت باقةً ملّونةً فريدة، لا في عواطفها الجياشة ومشاعرها النبيلة فحسب، بل في موضوعاتها أيضا . -6- ومما أَتحْفَنا به الدكتور القزويني – المسافر الذي غاب عنا ولم يَعُدْ وخلّف في قلوبنا لوعة لا ينطفئ لها أوار – قصيدة ألقاها في حفل تكريمي أقيم في بيروت لكاتب السطور في 17 /1/ 2021 ونحن نوردها في هذه المقالة الوجيزة ليقف القراء الكرام على نمط من الأدب الرفيع والخلق العالي . رحم الله الفقيد العزيز بواسع رحمته وتغمده برضوانه في فسيح جنانه . واليك ما قاله في حفل التكريم المشار اليه : عِشْ مُهنّاً فأنتَ للفضل أهلُ ومزاياك عُطرُ وردٍ وطلُّ أيُّها السيد ” الحسينُ ” سلاماً هو عِلٌ في شاطئيه ونَهْلُ غبتَ عني فغاب نجمٌ مضيءٌ لَجَّ من ضوئهِ المُرفرفِ ليلُ واستفاق الدجى فمذ لاحَ بدرٌ هامَ في وجهه من الشوق ظلُّ قد أتاك الزمانُ يُطلعُ شُهباً من مزاياكَ وهي أهلٌ وسهلُ فتمنيتُ لو أعانقُ ضوءاً وألفُّ العصور فيه وأسلو إنّما الروحُ شعلةٌ لو تراها لتيقنتَ ما يعانيه خِلُّ حلمٌ هذه الحياةُ قصيرٌ كل ما ناله الفتى يضمحلُّ وبقايا الأفعال تيجانُ وَحْيٍ سطّرتْها صوبَ المدائن رُسْلُ وخلابا الحياة شهدٌ وسُمُّ هَبَّ مِنْ جوفها المبضّعِ نحلُ انت تاجٌ ودرُّ معناك بادٍ لا تَلُمْ معشراً عَن النور ضلّوا فهنا محفل الندى والتصافي ناظرٌ في لقائك العذب يحلو كرّمتكَ الكرامُ عرفانَ فضلٍ إنما أنت للفضائل أصلُ غير أنَّ التكريم ينشرُ طِيباً ليُثيرَ الجمالَ في العين كحلُ
حسين الصدر