رحيل الفنان الذي ترك في جيوبنا ارثا يخلده على مر السنين
في خبر صادم فقدت الاوساط الثقافية في العراق استاذا من اساتذة الفن التشكيلي، الكاتب والباحث الجمالي والفنان الدكتور بلاسم محمد يوم الجمعة الفائت عن عمر ناهز 67 عاما، تاركا مساحة للحزن في قلوب محبيه وتلامذته واوساط الفنانين والمثقفين في البلاد والذين شارك كثير منهم في تشييع مهيب وضخم قبل نقله الى مثواه الأخير.
وسارعت الاوساط الرسمية والثقافية بنعيها هذا الفنان الاكاديمي فكتب السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء في تغريدة له عبر تويتر، “رحل عن عالم الإبداع والحياة الأكاديمية العراقية، الفنان الكبير الدكتور بلاسم محمد بعد أن ترك بصمة على التشكيل العراقي”.
وأضاف “نحمل مواساتنا القلبية لمحبيه وعائلته وطلّابه ومتذوقي فنه، وعزاؤنا أنه ترك إرثاً إبداعياً أغنى به الحركة الفنية في العراق”.
بدوره، نعى وزير الثقافة والسياحة والآثار الاستاذ حسن ناظم، الفقيد الفنان بلاسم محمد قائلا: بحرقة وحزن وأسف ودمع أنعى إليكم معشر الفنانين والمثقفين والأصدقاء الفنان الأستاذ د. بلاسم محمد، أبا سارة الأصيل، الطيّب، الحاني على أصدقائه وتلامذته، هكذا ترحل فجأةً لتخلّف في قلوبنا جمرة تتّقدُ، رحم الله روحك النقيّة”.
اما نقابة الفنانين العراقيين فقد نعت الفنان التشكيلي البارز بلاسم محمد وجاء في بيان للنقابة : “ببالغ الحزن والأسى، تنعى نقابة الفنانين العراقيين الفنان التشكيلي الدكتور بلاسم محمد، والذي وافته المنية اول امس الجمعة سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان”.
و الراحل بلاسم محمد جسام فنان تشكيلي ومصمم وخطاط ، وباحث اكاديمي في علم الجمال والنقد الفني، ولد في مدينة الكوفة عام 1954، وتعلق بفن الرسم والفنون الموسيقية منذ صغره، انتقل الى بغداد ودخل معهد الفنون الجميلة ودرس في قسم الغرافيك والخط العربي حتى تخرج عام 1975، وبعدها أكمل دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ثم ترك البلاد إلى هنغاريا لفترة وجيزة.
عمل الفنان بلاسم حمد في النصف الثاني من السبعينات مصمما ورساما في دار ثقافة الاطفال، وعمل بعدها وطوال الثمانينات مصمما في مجلة الف باء، كما ترأس القسم الفني فيها، وهذا ما يجعل العاملين في الف باء، يتأسون بالحزن لفقدهم اثنين من اعمدة المجلة خلال فترة وجيزة، اذ سبق الدكتور بلاسم في الانتقال الى ذمة الله قبل اشهر، الشاعر تركي كاظم جودة، مصحح المجلة العتيد.
أكمل دراسته الأكاديمية في البلاد، وحصل على شهادة الماجستير في الفنون الاسلامية وشهادة الدكتوراه في النقد السيميائي.
اقام سلسلة من المعارض داخل العراق وخارجه وله مشاركات في المؤتمرات العلمية العالمية وسلسلة من البحوث والكتب في مجال الفن والعمارة والنقد الفني .
استاذ النقد والجرافيك في كلية الفنون الجميلة ببغداد، وكان عضوا في لجنة جائزة الابداع التي تمنحها وزارة الثقافة سنويا لمبدعين في اتجاهات ابداعية متنوعة.
له سبعة مؤلفات اغنت المكتبة الثقافية:(الفن التشكيلي قراءة سيميائية في انساق الرسم)، و(الفن المعاصر..اساليبه واتجاهاته)، و(الفن والقمامة..تبدل الذوق الجمالي)، و(الفن والعمارة)، و(عزلة الفن في الثقافة العراقية)، و(تأويل الفراغ في الفنون الاسلامية)، والكتاب السابع تحت عنوان (شغب الفن..القبول والرفض).
اكثر من هذا، ترك بلاسم رحمه الله ارثا له في جيوب الملايين من ابناء الوطن، يخلده على مر السنين، ولا يعرفه الا القلة، فهو مصمم البطاقة الوطنية الموحدة التي اعتمدتها وزارة الداخلية بعد ان فاز تصميمه لها من بين عشرات لتصاميم التي قدمت اليها.