الصباح الجديد ـ متابعة:
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع جديد بتأثير من زيادة المخاوف من الإغلاق العام في عديد من الدول الأوروبية بعد ارتفاع معدل الإصابات الجديدة بالوباء، ما أسهم في تجدد المخاوف من تعثر الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
وتواصل مجموعة “أوبك+” قيودها على المعروض النفطي مضافا إليها التخفيضات الطوعية السعودية التي تبلغ مليون برميل يوميا. وتستعد المجموعة في مستهل الشهر المقبل إلى اجتماع وزاري جديد لبحث مستويات الإمدادات الملائمة للنفط الخام في أيار المقبل في ضوء تراجع الأسعار وأزمة الطلب الأوروبي.
وقال مختصون ومحللون نفطيون إن خام برنت تخلى عن بعض المكاسب، التي تم تسجيلها في نهاية أسوأ أسبوع منذ تشرين الأول الماضي، وذلك بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط الخام، إضافة إلى تجدد الشكوك بشأن تعافي الطلب، خاصة في أوروبا، ما أدى إلى إعادة تقييم المستثمرين لتوقعات الطلب بالانخفاض على المدى القريب.
وذكر المختصون أن تمديد ألمانيا – وهي أكبر اقتصاد أوروبي ، لإغلاق البلاد حتى ما بعد منتصف نيسان المقبل عزز معنويات هبوطية في الأسواق، كما انخفضت العقود الآجلة للنفط إلى ما دون 64 دولارا للبرميل وسط علامات على ضعف الطلب واحتمالية تجدد وفرة المعروض.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية أن تعثر الطلب حاليا هو أمر مؤقت بسبب أزمة تجدد الإصابات واتساع الإغلاق في أوروبا، ولكن شركة “بيونتك” تتوقع طفرة في التطعيم تنهي المخاوف على الطلب بحلول الصيف المقبل، كما أن بنك “جولدمان ساكس” رجح ارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل بحلول الصيف أيضا.
وذكر أنه على الرغم من التراجع السعري في الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري على تراجع جديد ولكن أساسيات السوق مطمئنة، حيث إن هناك تماسكا في حالة التفاؤل، وهناك أيضا ثقة بالتوقعات طويلة الأجل وعودة ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى تأكيد “جولدمان ساكس” أن عمليات البيع الأخيرة كانت عابرة وأن عملية إعادة التوازن لسوق النفط الخام ستستمر مع اتساع وتسارع توزيع اللقاحات.
من جانبه، قال ألكسندر بوجل المستشار في شركة “جي بي سي إنرجي” الدولية للطاقة إن تبدل مسار الأسعار في الأسبوع الماضي يؤكد صدق رؤية “أوبك+” بأن ظروف السوق ما زالت هشة وأن زيادات الإنتاج يجب أن تتم بحذر شديد، مبينا أن السوق ستراقب عن كثب اجتماع “أوبك+” الأسبوع المقبل لمعرفة أي تغيير في سياسة الإنتاج، فيما يخص إمدادات النفط في أيار المقبل، وهو ما سيكون له مردود فوري على الأسعار.
وأشار إلى أن تراجع أسعار النفط وتأكيدات وكالة الطاقة الدولية بأن الإمدادات النفطية وفيرة للغاية في السوق ستجعل اجتماع “أوبك+” المقبل أقل توترا وسيتراجع التباين التقليدي في وجهات النظر حول زيادة الإنتاج، ومن ثم قد تكون المجموعة أقرب إلى الحفاظ على سياساتها الراهنة، وتمديد تخفيضات الإنتاج إذا بقت ظروف السوق دون تغييرات جذرية.
من ناحيته، ذكر أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة أن نجاح السعودية في تأمين الإمدادات على الرغم من الهجمات المتكررة على المنشآت النفطية يعكس سلامة واستقرار وكفاءة السياسات النفطية، التي تأخذ في الحسبان المستجدات والمخاطر الطارئة وتجيد التعامل معها بكفاءة عالية.