وسط تجدد المحاولات لحمل طرفي الحرب على الحوار
الصباح الجديد ـ متابعة:
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث لمجلس الأمن إن الحرب في اليمن «عادت بكامل قوتها» وسط تجدد المحاولات لحمل طرفي الحرب على الحوار وتحذيرات الأمم المتحدة من أن البلاد تتجه نحو مجاعة واسعة النطاق.
وأبلغ جريفيث المجلس بأن الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات تزداد سوءا مع هجوم الحوثيين على مأرب- آخر معاقل الحكومة اليمنية في الشمال- مما يعرض حياة ملايين المدنيين للخطر.
وقال جريفيث للمجلس المؤلف من 15 عضوا «نشهد أيضا فتح جبهات أخرى في اليمن منها التصعيد العسكري في حجة وتعز والحديدة الحرب عادت بكامل قوتها».
وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في اليمن عام 2015 بعد أن أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بحكومة البلاد من العاصمة صنعاء. ويقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
وجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء الحرب في اليمن أولوية ، وقال مبعوثه الخاص تيم ليندركينج إن «خطة جيدة» لوقف إطلاق النار في اليمن معروضة على قيادة الحوثيين منذ «عدة أيام».
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للمجلس «لا بد من توقف الموت والعنف. ندعو الحوثيين لقبول وقف فوري وشامل لإطلاق النار على مستوى البلاد ووقف جميع الهجمات. في الوقت نفسه سنواصل محاسبة قيادة الحوثيين».
وتصف الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويحتاج نحو 80 في المئة من اليمنيين إلى المساعدة ويعاني 400 ألف طفل دون الخامسة من سوء تغذية حاد وفقا لبيانات الأمم المتحدة. ويعتمد اليمن في معظم غذائه على الواردات التي عطلتها جميع الأطراف المتحاربة على مدى سنوات.
وقال جريفيث «وقف إطلاق النار على مستوى البلاد إلى جانب فتح مطار صنعاء وضمان تدفق الوقود والسلع الأخرى دون قيود إلى اليمن عبر موانئ الحديدة لهي ضرورات إنسانية ملحة».
من جهة اخرى قال شهود إن عشرات المحتجين اقتحموا قصر المعاشيق الرئاسي في مدينة عدن بجنوب اليمن يوم الثلاثاء احتجاجا على الأوضاع وللمطالبة بدفع رواتب عاملين بالقطاع العام.
وصرح مسؤولان يمنيان بأن رئيس الوزراء معين عبد الملك وأعضاء آخرين بالحكومة المعترف بها دوليا كانوا داخل المبنى.
وتسيطر قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات على معظم أنحاء عدن، وسبق لها أن قاتلت القوات التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتشكلت حكومة عبد الملك في العام الماضي لتوحيد المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي وتحقيق هدف السعودية بإنهاء العداء بين حلفائها.
وقال شهود إن احتجاجات يوم الثلاثاء اندلعت للاعتراض على سوء الخدمات العامة وبعدما عجزت الحكومة عن دفع رواتب جنود متقاعدين.
وأظهر مقطع على وسائل التواصل الاجتماعي مطهر الشعيبي قائد أمن عدن وهو يتفاوض مع مجموعة من المحتجين ويطلب منهم مغادرة الطوق الأمني المحيط بقصر المعاشيق.
وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول 2014 مما اضطر الحكومة إلى المغادرة إلى الرياض وعدن. وفي مارس آذار 2015 بدأ تحالف تقوده السعودية حملة لمحاولة إعادة السلطة لحكومة هادي، ونفذ آلاف الضربات الجوية.
وأهلك الصراع عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين ودفع ملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة.