دائرة صحة البصرة تعتزم فتح عيادة ثانية له بمستشفى الموانئ
البصرة – سعدي السند
تقول احصائيات وأرقام منظمة الصحة العالمية ان سرطان عنق الرحم يقتل أكثر من 300 ألف مرأة كل عام، ويتم تشخيص مرأة واحدة بالمرض في كل دقيقة، برغم أنه واحد من أكثر أشكال المرض التي يمكن الوقاية والشفاء منه، بحسب منظمة الصحة العالمية
تقول منظمة الصحة العالمية إن تسع نساء من بين عشر ممن يمتن بسبب سرطان عنق الرحم، يعشن في البلدان منخفضة الدخل، وإنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فإن الوفيات الناجمة عن المرض ستزداد بنسبة 50% تقريبا بحلول عام 2040
ماذا تقول منظمة الصحة العالمية
بهذا المدخل بدأت حديثي مع الدكتورة الأختصاصية فيّ السياب أختصاص نسائية وتوليد في مستشفى الموانئ العام في البصرة عن أمراض عنق الرحم ..
تقول الدكتورة فيّ تبين المنظمة ايضا أن النساء في البلدان النامية لا يملكن سوى إمكانية محدودة للوصول إلى التدابير الوقائية، وكثيرا ما لا يتم تحديد سرطان عنق الرحم إلا بعد أن يصل إلى مرحلة متأخرة كما أن إمكانية الحصول على علاج سرطان الرحم في مرحلة متأخرة، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي، محدودة للغاية، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات في هذه البلدان
كيف يحدث المرض
تجيب الدكتورة فيّ أن سرطان عنق الرحم مرضٌ يمكن الوقاية منه وحتى شفاؤه إن اكتشف في وقت مبكر.
ولهذا يبرز السؤال التالي: لماذا لا تزال النساء ضحايا لسرطان عنق الرحم؟ وللإجابة، لا بد أن نفهم أكثر في البداية كيفية ارتقاء هذا المرض
تعود جميع حالات سرطان عنق الرحم تقريباً إلى استمرار الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل عن طريق الجنس ويعد في الحقيقة واحداً من أشيع الأمراض المنقولة جنسياً ويصيب الرجال والنساء وثمة أكثر من 100 سلالة من الفيروس، لكن السلالتين 16 و18 الخبيثتين بصورة خاصة مسؤولتان عن حوالي 70 بالمئة من إجمالي حالات سرطان عنق الرحم.
تشفى نساء كثيرات من الفيروس تلقائياً
وأكملت تشفى نساء كثيرات من الفايروس تلقائياً، لكن الإصابة المزمنة التي تلازم غيرهن تؤدي بمرور الوقت إلى حدوث تغيرات شاذة في خلايا عنق الرحم، والتي تعد مرحلة ما قبل السرطانية ترتقي في صمت ما لم تعالج وتتحول إلى سرطان بعد مرور 15 إلى 20 عاماً، غير أن كل هذا لا يحدث في الخفاء كما سنرى لاحقاً .
وأكدت مع هذا فإن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تكون عدوانية بشكل خاص لدى النساء والفتيات المصابات بفايروس نقص المناعة البشرية، وهذا يعني إمكانية سرعة تحول الإصابة إلى سرطان خلال أقل من نصف تلك الفترة
. أما في بلدان مثل بلادنا، ونظراً لتأخر كشف الإصابات، فإن معدل الأعمار عند تشخيص السرطان يبلغ 49 عاماً، أي أن الوقت غالباً ما يكون قد تأخر لتجنب المرحلة المميتة من المرض والمعاناة التي تترافق بها تلك هي الحالات التي لا ينبغي أن تتواجد أصلاً نظراً لإمكانية الوقاية منها.
موقف دائرة صحة البصرة من هذا البرنامج عالمياً
توضح الدكتورة فيّ يتم العمل ببرنامج التحري عن أورام عنق الرحم في محافظة البصرة منذ ما يناهز العشر سنوات تقريباً، وقد خصصت الدائرة لهذا البرنامج الميزانية المادية والتدريبية الكافية لجعل خطر المرض ضئيلاً ، بيد أن الحالات مازالت تُكتشفُ متأخراً وتتطلب علاجاً أكثر تكلفةً ومعاناة أطول للمرأة.. لقد أدى العبء الذي يشكله سرطان عنق الرحم إلى احتياجات هائلة على صعيد الرعاية الملطفة، وهي فجوة أدركتها وزارة الصحة في ظل مساعيها للتخفيف من هذه المعاناة .
عيادة ثانية للكشف المبكر في مستشفى الموانيء
وبيّنت الدكتورة فيّ .. وفي هذا السياق، نعمل كفريق متابعة برنامج التحري عن سرطان عنق الرحم في دائرة صحة البصرة على إنشاء عيادة ثانية للكشف المبكر في مستشفى الموانيء لتخفيف العبء وتسهيل الأمر على المواطنات اللواتي يلاقين زخما في مراجعة العيادة المختصة بالكشف المبكر و الموجودة في مستشفى البصرة للنسائية والاطفال التعليمي والتي تقدم هذه الخدمات تحت أشراف الدكتورة زينب ياسين في فحص ومتابعة الحالات والدكتورة وفاء المظفر في الفحص النسيجي والخلوي لأغلب مواطنات البصرة علماً أن أكثر من 50 بالمئة من المريضات يأتين من خارج المدينة وتشمل الخدمات الوقاية وعلاج الأعراض وتسكين الألم والدعم النفسي والمعنوي بالتعاون مع مركز الاورام الذي يعالج النساء اللواتي يعانين من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي والأمراض الأخرى والجروح التي تتسبب بها الأورام
أسباب تأخر الكشف عن مرض سرطان عنق الرحم
ألأول : قلة وعي المجتمع تجاه خطورة المرض وأعراضه وطريقة عمل الفحص والثاني: عدم إدامة التدريب بصورة مستمرة للكوادر الساندة وحصرها في نطاق الأطباء والثالث: عدم توفير وصول سهل لمراكز الفحص أو توفيرها بأعداد أكبر خارج المدينة حيث تقطن الفئات المستهدفة والرابع :عدم تسجيل الحالات المشخصة بصورة فردية في العيادات والمستشفيات الاهلية لدى مركز الكشف المبكر مما يؤدي الى فقدان حالات المتابعة ، اما الخامس: قصور اجراءات السرية والخصوصية فيما يتعلق بالفحص ونتائجه.