صار بديلا عن أجهزة الحكومة ووسائل المتطرفين
الصباح الجديد ـ متابعة:
بعد عشر سنوات على اندلاع الأزمة السورية عام ٢٠١١، لا تزال البلاد منقسمة بشدة بسبب الأداء الحكومي، وانتشار التشدد والعنف، فضلاً عن التنافس بين القوى الإقليمية. وبالنسبة للصحفيين ومراقبي وسائل الإعلام، فإن هدفهم المتمثل في تحقيق قدر أكبر من الحريات الإعلامية لا يزال بعيد المنال في سوريا، وذلك بحسب تقرير موقع «صوت أميركا».
قبل وبعد عام 2011
وقال إنريكو دي أنجيليس، المستشار في « Free Press Unlimited»، وهي مجموعة مناصرة للصحافة مقرها هولندا: «قبل عام 2011، لم تكن هناك حريات إعلامية في سوريا على الإطلاق كل شيء تحت سيطرة النظام».
وأضاف دي أنجيليس: «كان الناس يستخدمون بشكل أساسي وسائل الإعلام التي يسيطر عليها النظام، فضلاً عن وسائل الإعلام الخاصة التي يملكها المقربون منه».
ولفت إلى أنه «بعد عام 2011، انتشرت وسائل الإعلام المستقلة المختلفة التي ولدت بشكل رئيسي من الحركات الشعبية للمعارضة المناهضة للنظام، وبات هناك تنوعا». ووفقاً للتقرير، وبتمويل من منظمات أوروبية وأميركية، بدأ عدد كبير مما أصبح يعرف باسم وسائل الإعلام البديلة ببث الأخبار في سوريا بعد عام 2011، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والقوات المناهضة للحكومة.
وأصبحت ظروف هذه الوسائل الإعلامية الناشئة والصحفيين المستقلين أكثر خطورة، في نوفمبر ٢٠١١، بعدما تم القبض على المصور المستقل، فرزات جربان، واقتلاع عينيه، ومن ثم عُثر على جثته على جانب أحدى الطرقات، وكانت طريق «مشوهة بشدة» .
ومنذ ذلك الحين، قُتل 139 صحفيا، بمن فيهم المراسلة الدولية ماري كولفين، وهي صحفية أميركية، ومعها المصور الصحفي الفرنسي ريمي أوشليك، عندما قصفت القوات السورية أحد المراكز الإعلامية المؤقتة.
كما تم احتجاز الصحفيين الأميركيين، جيمس فولي، وستيفن سوتلوف، كرهائن وقتلهم على يد «داعش»، عبر قطع رؤوسهم.
بلد مجزأ
وتنقسم سوريا اليوم إلى ثلاث مناطق: الشمال الشرقي، وتسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. الشمال الغربي، وتسيطر عليه في الغالب جماعات الميليشيات المدعومة من تركيا وعناصر إسلامية أخرى.
أما بقية البلاد، فتسيطر عليها قوات الحكومة السورية والميليشيات المتحالفة معها، وكثير منها مدعوم من إيران.
وبحسب ما نقله الموقع عن خبراء، تعكس هذه الديناميكيات السياسية والعسكرية الطريقة التي يصل بها السوريون إلى الأخبار.
وهنا قال حسين، أحد العاملين في مجال الإعلام في شمال شرق سوريا: « في السنوات الأولى من الأحداث، إذا حصل شيء ما في درعا (جنوبي سوريا) ، فإن الناس في عامودا (شمالي البلاد) سيتابعونه، لكن في الوقت الحالي، لم يعد هذا هو الحال».
وأضاف حسين: «لدى الناس في درعا قائمة طويلة من المشاكل التي يجب الاهتمام بها، وكذلك الناس في عامودا».
أما أحمد القدور، الذي كان يدير إذاعة «ألوان» في محافظة إدلب (شمالي غرب البلاد)، فأوضح أن «في منطقة مثل إدلب، حيث نزحت الغالبية العظمى من السكان، ستكون الأخبار الأكثر أهمية للناس على أساس يومي تقريبا هي الأخبار عن مناطقهم الأصلية».
وأشار قدور إلى أنه بعدما عززت الجماعات المسلحة سيطرتها في إدلب، لاسيما هيئة تحرير الشام، اعتمد سكان المحافظة المحاصرة إلى حد كبير على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أخبارهم.
وأضاف: «عدم وجود وسائل إعلام محلية مستقلة وضعف الإمكانيات للوصول إلى وسائل الإعلام العربية، ترك سكان إدلب بلا خيار سوى الاعتماد على فيسبوك».
وعلق دي أنجيليس على ذلك بالقول: «حتى في المناطق التي يسيطر عليها النظام، فقد تغير استهلاك وسائل الإعلام بشكل كبير خلال الصراع في البلاد، واللجوء إلى الشبكات الاجتماعية يعني الوصول إلى معلومات وأخبار أكثر توازناً لعدم الاعتماد فقط على رواية الحكومة للأحداث الجارية في البلاد».