الصباح الجديد ـ متابعة:
وقع أكثر من 400 برلماني أوروبي رسالة يطالبون فيها بلدانهم بالاستفادة من وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية منددين بـ»ضم بحكم الأمر الواقع» للضفة الغربية.
وقد أمضى 442 نائبا وعضوا في مجالس شيوخ في 20 بلدا أوروبيا هذه الرسالة الموجهة امس الأول الإثنين إلى وزارات خارجية دول أوروبية مختلفة.
ومن بين هؤلاء البرلمانيين النائب البريطاني جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال والفرنسي جان-لوك ميلنشون (يسار متطرف) الذي كتب «من الواضح أن التطورات على الأرض تميل نحو واقع سريع التقدم لضم بحكم الأمر الواقع (للضفة الغربية) خصوصا مع توسيع المستوطنات وهدم المباني الفلسطينية».
وأضافوا «رغم جائحة كوفيد-19، شهد العام الماضي أكبر عدد من عمليات هدم منازل الفلسطينيين ومبانيهم في أربع سنوات».
ودعت الأمم المتحدة والأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن، إسرائيل إلى وقف هدم منشآت البدو في غور الأردن، مطالبين بوصول المساعدات الإنسانية إلى تجمّعهم في منطقة حمصة البقيع.
وفي ختام دورة مجلس الأمن أكدت إستونيا وفرنسا وإيرلندا والنرويج والمملكة المتحدة أنها «تشعر بقلق بالغ إزاء عمليات الهدم ومصادرة الممتلكات التي قامت بها إسرائيل أخيرا» وطاولت «منشآت ممولة من الاتحاد الأوروبي والجهات المانحة في حمصة البقيع في غور الأردن».
ويذكر أن الجيش الإسرائيلي احتل الضفة الغربية والشطر الشرقي من القدس العام 1967 حيث يعيش اليوم ما يقرب من 3,1 ملايين فلسطيني وأكثر من 675 ألف إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية.
وتسارعت وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في السنوات الأخيرة تحت قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وبفضل حليفه في واشنطن الرئيس السابق دونالد ترامب.
من جانبه انتقد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن المستوطنات وتعهد تكثيف الجهود لإقامة دولة فلسطينية.
وقال البرلمانيون الأوروبيون «توفر بداية رئاسة بايدن فرصة أساسية للتحرك».
وأقدموا على هذه الخطوة بمبادرة من أربعة مسؤولين إسرائيليين من بينهم أفراهام بورغ الرئيس السابق للكنيست (البرلمان). وهو قال إن «الضم يجري أمام أعيننا: الاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية يتسارعان وعلى أوروبا اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لوضع حد لهذه الممارسات المدمرة من خلال العمل مع إدارة بايدن».
نصت «خطة ترامب» للسلام في الشرق الأوسط المقدمة في كانون الثاني/يناير 2020 خصوصا على ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية. لكن إسرائيل علقت هذا مشروع في الصيف الماضي لتركيز جهودها على اتفاق لتطبيع علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة.
أما بالنسبة لقطاع غزة فقالت الرسالة إنه «يبقى عرضة لتصعيد عنيف في أي لحظة» عازية ذلك إلى الحصار الإسرائيلي المحكم المفروض منذ سنوات و»الانقسامات الفلسطينية الداخلية». وتضمنت الرسالة «المصالحة الفلسطينية والانتخابات في المناطق الفلسطينية حيوية لأنها قد تشكل أساسا لانهاء عزلة غزة».
وكانت حصلت قطيعة بين حركتي فتح وحماس بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية في 2006، والفشل في تقاسم السلطة، ما أدى إلى مواجهات مسلحة بين الطرفين انتهت بتفرد حماس بالسيطرة على قطاع غزة وطرد حركة فتح منه.
لكن الطرفين اتفقا وباقي الفصائل خلال حوار جرى برعاية مصرية في القاهرة الشهر الماضي، على «آليات» إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني والتوافق على تشكيل محكمة الانتخابات العام المقبل.