عرضت على ضفاف دجلة الخالد
سمير خليل
على ضفاف نهر دجلة الحب والخير قدمت فرقة مسرح التغيير بالتعاون مع المركز الثقافي البغدادي مسرحية (وداع الحنظل) تأليف الشاعر صلاح السيلاوي واخراج عباس شهاب وتمثيله برفقة الفنانة وداد هاشم.
عرضت المسرحية في باحة المركز الثقافي البغدادي بحضور جمهور غفير شاهد العرض وقوفا، وكانت مناجاة انسانية ورسالة حب والم لمدينة بغداد وبلغة شعرية جميلة تناغم معها الجمهور، واستضافت المسرحية شعراؤنا الكبار الجواهري والسياب والنواب مظفر وعريان السيد خلف بأصواتهم الحقيقية مع الاداء الرائع لمجسدي العرض عباس شهاب ووداد هاشم.
المخرج الممثل عباس شهاب من فناني مدينة كربلاء المقدسة المعروفين وهو غزير العطاء مسرحيا وله اعمال عديدة وسبق ان قدم عملا متفردا مع فرقة السراج للمكفوفين على خشبة المسرح الوطني ببغداد عام 2018 بعنوان (نحن هنا).
وقال شهاب ان المسرحية قصيدة للشاعر صلاح السيلاوي، من ديوانه وداع الحنظل، كتبت كموندراما بعد ان طلب مني تقديم عمل له.
وتابع: “بقيت المسرحية عندي لأكثر من عام الى ان حانت فرصة تقديمها وتجزئة النص الى شخصيتين برؤية مخرج. عرضنا المسرحية في ساحات التظاهرات وخصوصا بعد ان حفزتنا ان يكون للمسرح دور بهذه التظاهرات لإثبات سلميتها بعد ان قدمت قبلها مسرحية (موجز الابناء) للكاتب سعد هدابي ومسرحية (لوكنت بيننا) للكاتب لؤي زهره وايضا هذه الاعمال قدمتها في الساحات، وكانت اول تجربة لي بمسرح الشارع والهواء الطلق والساحات، كل هذه الاعمال كانت تنطلق بنقطة واحده ولكن بصور ومواضيع مختلفة وكلها كانت تتناغم مع الحدث”.
ويضيف: “مسرحية وداع الحنظل عرضت في بغداد ثلاث مرات وفي كربلاء اربعة وفي الناصرية ايضا وجميع ما قدمناه باسم فرقة مسرح التغيير كان بجهود شخصية من دون دعم من اية جهة سوى الاصدقاء والمحبين والمهتمين، ولأول مرة يحدث اننا ننقل ديكورنا وحقاىبنا واجهزة الصوت بالقارب كي نعبر نهر دجلة، نعم كانت معاناة ولكنها جميلة، سيما وان وداع الحنظل كانت عملا صفقت له القلوب قبل الاكف لانها من صلب الواقع الذي نعيش وسنستمر انشاء الله”.
وقالت بطلة المسرحية وداد هاشم: مسرحية وداع الحنظل، تركت اثارا عميقة في داخلي ولامست شغاف قلبي وابكتني وافرحتي في ان واحد خصوصا عندما ترى الجمهور المتلقي ينسجم ويتفاعل معك قلبا وروحا ووجدانا في اثناء العرض وبعد العرض، تراه يأتيك راكضا لاحتضانك وتوشيحك بالعلم العراقي احتفاء بك وبمنجزك الذي قدمته وجهدك الذي بذلته، واخلاصك بعملك وصدقك فيه، لانك لم تكن تمثل بل كنت تعطي رسالة حقيقية وواضحة لواقع انت تعيشه ويعيشه معك الناس، وبما اننا اسسنا لتجربة جديدة لمسرح الشارع ، “المسرح الاحتجاجي” بشهادة الكثير من النقاد المسرحيين، فتجربتنا فريدة من نوعها ابتكرتها فرقة مسرح التغيير وهي تعرض مسرحية وداع الحنظل، صرح بنته ايام تظاهرات تشرين، تغمرنا السعادة لأننا كلما قدمنا عرضا في مكان ما يطالبوننا بإعادة العرض مرة اخرى، ما جعلني احب مسرحياتنا اكثر لانها احدثت اثرا عند المتلقي”.
وتضيف: “مسرحيتنا و لنسمها القصيدة الممسرحة، لأنها كانت قصيدة اقتسمنا حواراتها فيما بيننا، كل جملها وكلماتها كانت قوية الوقع في نفسي لأنها تتحدث عن معاناة الامهات العراقيات، وبالأخص البغداديات اللواتي شاهدن وعاصرن العديد من المآسي واعطين الكثير من الشهداء، وكانت تضحياتهن ضخمة. لقد جسدت معاناتهن في هذا العمل المسرحي والحمد لله.